في بادرة ثقافية لافتة، تسلمت خزانة جامعة محمد الخامس بالرباط وكلية الحقوق أكدال 140 مؤلفا أدبيا تبرع بها 530 كاتبا وشاعرا ينتمون إلى منطقة كيبيك الكندية، في مبادرة "الكيبيك بالمغرب" التي أشرفت عليها السفارة الكندية بالرباط بتنسيق مع الجامعة والكلية المذكورتين. وتقدمت نورا أتالا، الكاتبة والشاعرة الكندية من أصول لبنانية وجورجية، وهي الناطقة باسم الفكرة، بأخذ المبادرة عبر توجيه نداء إلى المثقفين والكتاب الكيبيكيين من أجل التبرع بالمؤلفات الأدبية ونقلها إلى المغرب، "من أجل بناء واجهة أدبية كندية في المغرب ونقل الأدب الكيبيكي خارج الحدود وفتح أبواب الثقافة الكندية في وجه الطلبة المغاربة". وتحدثت نورا، في الموعد الثقافي الذي احتضنته كلية الحقوق أكدال، أمس الخميس بالرباط، في مداخلتها، عن علاقة الأدب واللغة بالتكنولوجيا الحديثة وصلتها بالتواصل الاجتماعي، لافتة إلى أهمية اللغة الفرنسية "التي تعرف اختراقا من اللغة الإنجليزية"، وفق تعبيرها، وموضحة أن "الفرنسية كباقي اللغات تعبر عن ثقافة وهوية". ناتالي دوبي، سفيرة كندا بالمغرب، قالت إن الموعد يأتي في سياق تخليد الذكرى السنوية الوطنية 150 لكندا والاحتفال بمرور 55 عاما على العلاقات الدبلوماسية المغربية الكندية، مشيرة إلى أن سفارة كندابالرباط "قامت بعدة أنشطة مختلفة على عدة مستويات خلال هذا العام احتفاء بتلك العلاقات". وأوردت السفيرة الكندية في تصريح لهسبريس أن "الفرصة اليوم كانت متاحة للكاتبة والشاعرة نورا التي قدمت 40 من مؤلفاتها وكتاباتها الشعرية لفائدة طلبة جامعة محمد الخامس وكلية الحقوق بالرباط"، لتؤكد أن الموعد الأدبي "يحفز تعزيز شراكة ثقافية بين طلبة الرباط والمغرب وبين كتاب وشعراء كندا عامة والكيبيك على وجه الخصوص". الحبيب الدقاق، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال، التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، قال إن الموعد يأتي "بمناسبة تخليد الجامعة والكلية للذكرى السنوية 60 لتأسيسهما، وأيضا في إطار العلاقات المغربية الكندية التي تعد وثيقة ويبقى تاريخها ضاربا في التاريخ ولعهود غابرة". وشدد الدقاق، في تصريح لهسبريس، على دور "الدبلوماسية الجامعية في تحقيق الانفتاح الفكري والعلمي والثقافي"، وزاد: "تم في هذا السياق تنظيم هذا الموعد بتنسيق بين السفارة الكندية والجامعة والكلية، ضمن مبادرة شراكة قام خلالها كتاب وشعراء بمنحنا قرابة 200 مؤلف لفائدة الطلبة". وتعليقا على حديث سفيرة كندا عن قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة وحيدة لإسرائيل، ثمن الدقاق الموقف الكندي، وزاد موضحا: "إدانة السفيرة للقرار الأمريكي توضح أن هناك تنسيقا بين دبلوماسية المغرب وكندا في إطار المواقف الموحدة حول القضايا الوطنية والدولية..وهذا يمر طبعا عبر الثقافة والفكر والنشاط الجامعي".