هناك شيء يلوح في أفق بلدة بولاية كاليفورنيا ليصبح أحدث رصد لفرص التطوير المترتبة على تقنين القنب. وقد احتفلت البلدة الصغيرة، الواقعة في صحراء "موجاف" بالقرب من حدود "نيفادا"، ببدء إنتعاشها اقتصاديا بإقامة حفل شواء جماعي، بعد أن تم شراء البلدة بالكامل من لدن شركة تتخذ من ولاية "أريزونا" مقرا لها، وتطور عدة مشاريع مرتبطة بالماريخوانا. واشترت شركة "أمريكان غرين" البلدة، مساحتها 35 هكتارا ويقطنها نحو 20 شخصا فقط، مقابل 5 ملايين دولار في شتنبر الماضي، واستعانت بشركة "بانباسيفيك انترناشيونال" الاستشارية للإشراف على تحول" نيبتون" إلى وجهة سياحية. ويقول ستيفن شيرين، مدير شركة "بانباسيفيك انترناشيونال"، إن :"الناس يأتون من جميع الأنحاء، ليس لأنهم يريدون الوصول إلى الثمالة بل يريدون العمل في اقتصاد عماده القنب، ويكون مفعما بالابتسامات والاحترام" . ومع ذلك فإن المشروع لا يزال في مراحله الأولى، ولن يتمكن الناس من شراء الماريخوانا في نيبتون قبل بضعة أشهر أخرى، على الأقل. وفي العام الماضي وافق الناخبون في ولاية كاليفورنيا على قانون يسمح للبالغين بتعاطي الماريخوانا، مما يضفي الصفة القانونية على التعاطي الترفيهي لهذا المخدر. إذ يسمح القانون للأشخاص، من 21 عاما فأكثر، بحيازة أو نقل أو شراء أو تعاطي أو تقاسم ما يصل إلى 5ر28 غرامات من الماريخوانا، وما يصل إلى 8 غرامات من مركزاتها. يصبح القانون ساري المفعول في يناير المقبل، وحتى الآن يحتاج الأشخاص لتصريح بالاستخدام الطبي للماريخوانا لشراء هذا المخدر بصورة قانونية. وبعد "الافتتاح الرمزي"، في الرابع من نونبر الجاري، سوف تحتاج شركة "أمريكان غرين" لتطوير علاقة مع مقاطعة "سان برناردينو" التي تحظر حاليا نشاط القنب التجاري في الأراضي غير المسجلة التي تقع فيها "نيبتون". وقال مايك روزاتي المتحدث باسم الشركة:"سيكون من الجميل أن يكون لدينا مستوصف هنا، ولكننا لسنا في عجالة"، مضيفا أن "أمريكان غرين" تعتزم الاجتماع مع ممثلي المقاطعة. في الوقت الحالي تعمل الشركة على منح البلدة مظهرا أفضل، وقامت حتى الآن بتقليم الحشائش والأعشاب، وتجديد بعض المباني، بما في ذلك فندق على طراز "وايلد ويست" اسمه "ويستلستوب كافي أند بار"، فضلا عن متجر "نيبتون تريدنغ بوست" العام. وقال روزاتي إن الشركة ترغب فى تحديث "نيبتون" لتصبح أول وجهة صديقة للبيئة وصديقة للقنب في البلاد. بينما تعتبر شركة "أمريكان غرين"، التي تقول إنها ثاني أقدم وأكبر شركة لتجارة القنب المعلنة في أمريكا، أول شركة تشتري بلدة بأكملها في محاولة للاستفادة من صناعة سياحة القنب الناشئة. ولدى الشركة رؤية مشرقة للبلدة، التي تقع في وادي إيفانباه على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب لاس فيغاس، و16 كيلومترا من الطريق السريع الرئيسي الذي يربط مدينة "سين سيتي" ب"لوس أنجليس". وتشمل الخطط بناء العديد من المرافق، بما في ذلك مدرج مسرحي دائري ومنصة للموسيقيين، ومركز تدريب مهني لصناعة القنب ومطعم وحانة لتدخين النرجيلة، زيادة على منتجع صحي. كات سميث، التي تعيش في المنطقة مع عائلتها منذ خمسة أعوام، قالت:"إنني متحمسة حقا لرؤية أمريكان غرين هنا وتعيد بناء البلدة، لأنني رأيتها تنهار على مدى السنوات الخمس الماضية". وتتطلع سميث،التي تعمل طاهية في "ويستلستوب كافيه"، بشكل خاص إلى وصول أحد الطهاة من فئة الخمس نجوم، وذكرت أن "أمريكان غرين" سوف تأتي به لتدريبها. وتريد الشركة أيضا الاستفادة من خط السكة الحديدية الذي يمر عبر البلدة عندما تقوم ببناء مصنع تعبئة الماء، الذي سيصل إلى طبقة المياه الجوفية تحت نيبتون، من أجل المياه التي تحتوي على "كانابيديول". وقال روزاتي إن "المنتج يتضمن مكونا للقنب له خصائص شفاء. إن التنمية الجديدة تخلق بالفعل حالة من الإثارة وتجلب أشخاصا جددا إلى البلدة". وظل بيل لويس، وعمره 83 عاما من "ساندبوينت" في "ايداهو"، في حديقة "نيبتون" للمركبات الترفيهية لمدة 10 أيام قبل الاحتفال،. إنه يعمل في حرفة البناء ويأمل في المساعدة على بناء منازل لشركة "أمريكان غرين". وقال :"عندما قرأت عن ذلك في صحيفة نيويورك تايمز كان علي أن أذهب؛ لأنني أردت أن أشارك". جدير بالذكر أن تأسيس "نيبتون" جرى خلال اكتشاف الذهب في أوائل القرن العشرين، عندما تم العثور على المعدن الثمين في مكان قريب من الموقع الحالي للبلدة، وبدأ نجمها يخفت في أواخر الأربعينيات عندما تخلت شركة "باسيفيك ريلرود" للسكك الحديدية عن محطتها بالمنطقة.