تَتّجه أنظار الرأي العام الكروي المغربي إلى العاصمة الروسية موسكو، الجمعة المقبل، في إطار مراسم سحب قرعة نهائيات كأس العالم 2018، حيث سيتعرّف المنتخب الوطني على خصومه في خامس مشاركة "مونديالية" بعد سنوات 1970، 1986، 1994 و1998. "هسبورت" تستحضر وإياكم "نوستالجيا" مشاركة المنتخب المغربي في "مونديال مكسيكو 1970"، منذ مرحلة التصفيات إلى غاية النهائيات، على امتداد الأيام التي تسبق قصّ شريط الصفحة الخامسة في سجل "العالمية". تصفيات "مونديال1970".. طريق شاقٌّ ومتعب جماهير الملعب الشرفي في مدينة الدارالبيضاء، كانت على موعد مع أولى مباريات المنتخب المغربي في التصفيات الإفريقية المؤهّلة إلى كأس العالم "مكسيكو 1970"، بمواجهة المنتخب السنغالي في مباراة ذهاب الدور الأوّل، في ثالث نونبر 1968، والتي آلت نتيجتها ل"الأسود" بهدف المدافع بوجمعة بنخريف، ليتجدّد اللقاء في خامس يناير 1969، حين حلّ المنتخب الوطني ضيفا على العاصمة السنغالية "داكار"، حيث انتهت نتيجة مباراة الإياب لصالح "أسود التيرانغا" بهدفين مقابل هدف واحد، الأخير الذي سجّله المهاجم حسن أقصبي، لكن لم يحسم التأهّل لأي من الفريقين! قوانين كرة القدم آنذاك، لم تحسم المتأهّل إلى الدور الثاني بمنح الأفضلية للمنتخب المغربي، على اعتبار الهدف المسجّل خارج الميدان، ليحتكم المنتخبان إلى مباراة ثالثة حاسمة، كانت مدينة لاس بالماس الإسبانية مسرحا لها، حيث بلغ "الأسود" الدور الإقصائي الثاني من تصفيات "المونديال" بعد تغلّبهم بثنائية نظيفة، تناوب على تسجيلها كل من الشرقاوي الحفناوي وإدريس باموس. بعد ذلك، كان المنتخب الوطني على موعد مع نظيره التونسي في الدور الثاني، ليتكرّر سيناريو الدور الأوّل، بعد أن تعادل المنتخبان سلبا في مواجهتي الذهاب والإياب، ليكون ملعب "الفيلودروم" في مارسيليا الفرنسية الفيصل، ويحسم المنتخب المغربي تأهّله إلى الدور التصفوي الأخير، عقب تغلّبه على "نسور قرطاج" بعد انتهاء الزمن الأصلي للمباراة بالتعادل بهدفين لمثلهما، واحتكام المنتخبين إلى الضربات الترجيحية. وضعت قرعة الدور التصفوي الأخير لإقصائيات "مونديال 1970" المنتخب المغربي في مواجهة ثلاثية، بمعية منتخبي نيجيريا والسودان، حيث افتتح "الأسود" مسارهم بانتصار أمام "النسور الممتازة" بهدفين مقابل هدف واحد، قبل أن يعودوا بنقطة تعادل من الخرطوم في مواجهة السودان، ثم الانتصار أمام الأخير بثلاثية نظيفة في الدارالبيضاء، لتحسم بطاقة التأهّل إلى نهائيات كأس العالم من قلب نيجيريا، على الرّغم من الهزيمة بثنائية نظيفة. "مكسيكو1970".. المغرب لأوّل مرّة في "المونديال" في تاريخ 3 يونيو 1970، أصبح المنتخب المغربي أوّل منتخب إفريقي يشارك في نهائيات كأس العالم لكرة القدم دون دعوة، إذ لم تكن القرعة رحيمة بزملاء الحارس علال بنقصو، ووضعتهم في مواجهة "العملاق" الألماني، بقيادة جيل ذهبي يضم كلا من مولير، بيكنباور، مايير وأوفيراث. بداية بدعوة عناصر كلّها من الدوري الوطني المحلي ومرورا بمعسكر إعدادي في مدينة إفران إلى غاية ظروف الإقامة السيئة في مدينة "ليون" المكسيكية، حيث أقامت النخبة الوطنية في نفس فندق مشجّعي المنتخب الألماني، إلا أن هذه العوامل زادت من إصرار رفاق العميد ادريس باموس من أجل إحداث المفاجأة في ملعب "نو كامب". أمام أزيد من 12 ألف متفرّج، لم يكن أشد المتفائلين من المغاربة يتوقّع أن يفتتح حمان، مهاجم فريق الرجاء البيضاوي، حصّة التسجيل، عند حدود الدقيقة 28، بعد خطأ دفاعي فادح للمدافعين الألمان، مما أدخل "وصيف بطل العالم 1966 في دائرة "الشك" في ما يحدث داخل أرضية الميدان.. المنتخب الوطني متقدّم بهدف لصفر مع نهاية الشوط الأوّل. خلال النصف الثاني من المباراة، وبالتحديد في النصف ساعة الأخير، اصطدمت واقعية "الألمان" بقلّة تجربة العناصر المغربية، فعدل المهاجم الألماني أويي يسلير النتيجة في الدقيقة 56، قبل أن يحسمها غيرد مولير، نجم بايرن ميونيخ، برأسية في حدود الدقيقة 80، لتنتهي المباراة بفوز ألمانيا بهدفين مقابل هدف واحد. بعد مباراة "أسطورية" في مستهل المسار، واجه رجال المدرّب اليوغوسلافي بولغوجا فيدينيش، منتخبا بيروفيا قويا، يملك في صفوفه نجمين من العيار الثقيل، والحديث هنا عن الثنائي هوغو سوتيل وتيوفيلو كوبياس، الأخير الذي شكّل "كابوس" دفاع المنتخب الوطني طيلة مجريات المباراة، التي حسمت نتيجتها في الدقائق العشرين الأخيرة، حيث دبَّ العياء مجدّدا إلى العناصر المغربية، لتتلقّى شباكهم ثلاثية، تناوب على تسجيلها "El Nene" كوبياس (الدقيقتين 65و75) وشالي (الدقيقة67). 11يونيو 1970، كان موعدا للمنتخب المغربي مع مباراة "شكلية" أمام المنتخب البلغاري، إذ تمكّن رفاق قاسم السليماني، من انتزاع أوّل نقطة "مونديالية"، بعد تحقيق التعادل الإيجابي (1-1).. خلال "مونديال" استخلصت منه الكرة الوطنية عدّة دروس وعرفت بحق اللعب على المستوى العالمي، تحضيرا لعودة أكثر قوّة في قادم النهائيات، وكأنّ القدر كتب أن تكون المكسيك المحطّة ذاتها، 16 سنة بعد ذلك. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com