لائحة كبيرة من الشخصيات التي طالب دفاع معتقلي "حراك الريف"، اليوم الثلاثاء بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، بحضورها للمثول أمام هيئة الحكم في هذه القضية؛ فلم تسلم من هذه الطلبات التي تقدم بها المحامي عبد السلام الشاوش، من هيئة الرباط، شخصيات سياسية وحكومية ومدنية وعسكرية، بل حتى سفراء دول أجنبية. وطالب المحامي، وسط قهقهة من بعض المحامين وأسر المعتقلين، باستدعاء زعماء الأغلبية الحكومية كل باسمه، برفقتهم وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، على إثر بلاغهم الشهير الذي اتهم نشطاء "حراك الريف" بالانفصال، إلى جانب الوزراء والمسؤولين الذين جرى إعفاؤهم من لدن الملك محمد السادس بسبب تعثر المشاريع المندرجة ضمن برنامج "الحسيمة منارة المتوسط"، والتي كانت سببا في خروج السكان إلى الاحتجاج بالمدينة. ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، إذ طالب الشاوش باستدعاء ممثل القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية وممثل القيادة العامة للدرك الملكي، من أجل شرح كيفية نقل بعض المتهمين في طائرات عسكرية، على اعتبار أن "تنقل أي طائرة عسكرية على المستوى الجهوي يكون بأمر من القائد الجهوي، وتنقلها وطنيا يكون بقرار من القيادة المركزية"، حسب تعبير المحامي. وضمّت لائحة الشخصيات التي طالب المحامي نفسه باستدعائهم سفراء بعض الدول المعتمدين بالرباط، وعلى رأسهم السفير الروسي والسفير الهولندي والسفير البلجيكي؛ وذلك على إثر المكالمة الهاتفية التي جمعت الصحافي حميد المهداوي بأحد المغاربة المقيمين في هولندا، حيث كشف هذا الأخير أنه "جرى اقتناء أسلحة ودبابات من روسيا وسيتم إدخالها إلى المغرب". وشدد عبد السلام الشاوش على أن استدعاء هؤلاء السفراء من شأنه الكشف عن "كيفية اقتناء هذه الأسلحة، ونوعيتها، وكيف سيتم السماح بإدخالها؟". كما طالب باستدعاء إدريس جطو، رئيس المجلس الأعلى للحسابات، عن طريق رئاسة النيابة العامة، لشرح مضامين تقريره الأخير حول "الحسيمة منارة المتوسط" والذي كان وراء إعفاء وزراء ومسؤولين. كما شملت دفوعات المحامي ضرورة استدعاء ممثلي السلطات المحلية، من عموم مناطق الريف، من أجل شرح كيفية تعاملهم مع الحركات الاحتجاجية بالمنطقة والتي دامت لشهور وتسببت في اعتقال عدد من النشطاء. كما طالب الشاوش، في مرافعته أيضا، بضرورة تسليم هيئة الدفاع الملف الكامل لقضية محسن فكري، المشتهر بلقب "سماك الحسيمة"، الذي كانت وفاته في شاحنة نفايات وراء اندلاع الاحتجاجات بالحسيمة. وظهر نشطاء "حراك الريف" خلال مثولهم أمام المحكمة، في جلسة اليوم الثلاثاء، على غير عادتهم؛ فقد شرعوا في التجاوب مع علي الطرشي، رئيس الجلسة، بعد مناداته عليهم؛ عكس الجلسة السابقة، وكانوا يؤكدون حضورهم، بمن فيهم ناصر الزفزافي "أيقونة حراك الريف".