تفاعلا مع التعديل الوزاري المرتقب داخل حكومة سعد الدين العثماني، إثر "الزلزال السياسي" الذي عصف بعدد من وزرائها، نفت نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، أن يكون اسمها مطروحا لشغل منصب حكومي داخل فريق العثماني، وهاجمت الحكومة واصفة إياها بأنها فاقدة للشرعية الشعبية. وقذفت منيب، في توضيح لها تتوفر هسبريس على نسخة منه، حكومة العثماني بأوصاف سياسية مثيرة؛ إذ قالت على لسان حزبها: "لا نشارك في حكومة الدمى، الحكومة الفاقدة للشرعية الشعبية، الحكومة المتحكم فيها، التي تشتغل بمنطق التعليمات، الحكومة التي تساهم في تفقير البلاد وتجهيل العباد، وتزيد في تأبيد الاستبداد وتوسيع الفساد". الزعيمة اليسارية، وهي ترد على ما تداولته أوساط إعلامية من إمكانية طرح حزبها ضمن تشكيلة حكومة العثماني، قالت إن "موضوع المشاركة في الحكومة ليس موضوعا تقنيا يخضع فقط لمخرجات العملية الانتخابية، بل هو بالأساس موضوع سياسي، يأتي بعد تغيير سياسي يعطي للسيادة الشعبية مركزيتها في القرار السياسي، ويمكّن من ربط المحاسبة بالمسؤولية، في نظام مدني قائم على أساس المواطنة". وترى منيب أن المشاركة في الحكومة "لم تكن يوما ما هدفا بالنسبة لحزبنا، الحزب الاشتراكي الموحد، بل نرى أن الحكومة يجب أن تكون أداة تنفيذ برنامج سياسي حصل على تزكية شعبية في انتخابات حرة ونزيهة". وبحسب رؤية حزب "الشمعة" الملتئم في فدرالية اليسار الديمقراطي التي حصدت معقدين برلمانيين فقط في الانتخابات التشريعية الأخيرة، فإن المنطق "يعني إجرائيا القيام باصلاحيات سياسية شاملة وشمولية، تهم النظام السياسي برمته"، موضحا أن الأمر يهم أساسا "البدء بالاصلاح الدستوري بما أن الدستور هو القانون الأسمى للدولة الذي تنبثق عنه كافة القوانين". عمر بلافريج، برلماني عن فدرالية اليسار الديمقراطي، قال في تصريح لهسبريس إن "الاشتراكي الموحد لا يمارس سياسته كباقي الأحزاب المغربية، فنحن نطرح عقدا اجتماعيا جديدا مع المجتمع، ونرى أن أي مشاركة في الحكومة يجب أن تنأى عن منطق الهمزة". وأورد بلافريج أن منطق اشتغال الحزب يرمي إلى "الدخول في ثقافة جديدة تهم تحقيق التضامن العادل بين الأجيال"، مشيرا إلى أن التفكير في الاشتغال في الحكومة "تسبقه أشواط تبدأ من تحقيق رجة حقيقية في القطاعات الكبيرة، كالتعليم، وبلوغ ملكية برلمانية كاملة ومصداقية للبرلمان. وحين ذاك، لا بد أن نساهم في تطوير البلاد ونتحدث عن المشاركة في الحكومة".