فيما أعلنت الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة متابعتها عن كثب لوضعية المغاربة العالقين بليبيا، أعلن عدد من هؤلاء، وضمنهم قاصرون، دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام، مناشدين الملك محمد السادس التدخل العاجل ل"ترحيلهم عبر طائرة مغربية" إلى أرض الوطن. وقالت الوزارة في بلاغ توصلت به هسبريس إن هناك اشتغالا مشتركا مع كافة المؤسسات المعنية بالملف قصد إنجاح عملية ترحيل المواطنين المغاربة إلى أرض الوطن؛ على أن هذه العملية "تحظى بالأولوية"، موردة أن "المجهودات متواصلة من أجل عودة مغاربة ليبيا في ظروف تحفظ سلامتهم، على غرار العملية السابقة التي أسفرت عن إعادة ما يناهز 200 من المواطنين قبيل عيد الأضحى؛ بتخصيص طائرتين خاصتين استأجرتهما الوزارة آنذاك". إلى ذلك، توصلت هسبريس بأشرطة توثق لواقع المغاربة العالقين منذ قرابة شهرين داخل مركز الإيواء التابع لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بالعاصمة الليبية طرابلس، وتظهر عشرات المهاجرين المغاربة، وضمنهم عدد من القاصرين، داخل غرف ضيقة في وضعية غير لائقة للإيواء، إذ اشتكى عدد منهم من الحرمان من الماء والأكل اللائق وغياب وسائل التغطية، فيما قالوا إنهم يتواجدون في مكان "الاحتجاز" لقرابة شهرين. في سياق ذلك، بثت الصفحة الرسمية ل"جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية - فرع طرابلس" على "فيسبوك" صورا للعالقين المغاربة، مصحوبة بعبارة "وتستمر معاناة المهاجرين المغاربة المضربين عن الطعام"، مشيرة إلى أنه ومنذ الاثنين الماضي "يتواصل إضراب المهاجرين غير الشرعيين من الجنسية المغربية الشقيقة من نزلاء مقر الجهاز بطريق السكة عن الطعام رغم برودة الطقس"، مضيفة أن الإضراب مستمر "إلى أن تستجيب السلطات المغربية لمطالبهم بإرجاعهم إلى بلادهم المغرب الشقيق جوا عبر مطار إمعيتيقة الدولي أسوة بزملائهم من المهاجرين غير الشرعيين من الجنسيات العربية والأفريقية والأسيوية". وحسب عزيز مهداوي، عن عائلات المغاربة العالقين في طرابلس، فإن قرابة 230 مغربيا قرروا الدخول في إضراب عن الطعام، "بمن فيهم قاصرون ومرضى"، في شكل احتجاجي "يطالبون من خلاله بضرورة تدخل السلطات المغربية لترحيلهم إلى المغرب"، وهو ما أكده شريط تتوفر عليه هسبريس، يتحدث فيه أحد العالقين المغاربة عن "مناشدته للملك محمد السادس باسم العالقين المغاربة من أجل التدخل العاجل". ويورد المتحدث في "الفيديو"، وخلفه العشرات من المغاربة الذين ظهروا وهم على الأرض، أن هناك "233 مغربيا عالقين داخل مركز الإيواء الخاص بجهاز محاربة الهجرة غير الشرعية بطرابلس"، مضيفا: "العديد من الدول، وغالبها من العالم الثالث، تدخلت حكوماتها لترحيل مواطنيها، وقام سفراؤها بزيارتهم، إلا نحن المغاربة، رغم أننا وجهنا عدة رسائل للحكومة المغربية من أجل التدخل". ويتابع المغربي العالق في ليبيا: "نحن مغاربة وطنيون ونحب الوطن، ونقول للحكومة المغربية إننا غادرنا تراب الوطن ونحن نذرف الدموع على فراق عائلاتنا وأسرنا، ودخلنا الجزائر ووصلنا إلى ليبيا لركوب قوارب الموت والتوجه إلى الديار الأوربية بعدما دفعنا بين 3 آلاف و4 آلاف أورو"، مضيفا: "غادرنا التراب المغربي بسبب التهميش والهشاشة والإقصاء وانعدام فرص الشغل..فعلنا ذلك لتغيير مستوى معيشتنا ولنساهم في مسار تنمية وطننا..لكن لما ألقي علينا القبض هنا تنكر لنا الجميع". ويقول عزيز مهداوي، في تصريح لهسبريس، إن المغاربة العالقين يشددون على ضرورة تدخل السلطات المغربية للحصول على قرار الترحيل من التراب الليبي وتخصيص طائرة لإعادتهم إلى أرض الوطن، وزاد: "المهاجرون العالقون عبروا في أكثر من فرصة عن مناشداتهم سلطات الرباط التدخل من أجل ترحيلهم إلى المغرب أسوة بباقي المهاجرين الأفارقة والعرب الذين يزور مندوبو قنصلياتهم جهاز مكافحة الهجرة وينجزون لهم وثائق سفر مؤقتة لترحيلهم إلى بلدانهم".