كشفت مصادر من قصر الإليزيه، مساء أمس، أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وأفراد أسرته سيصلون إلى فرنسا "في الأيام المقبلة" بناء على دعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ونقلت قناة "BFMTV" عن مصادر بالرئاسة الفرنسية أن زيارة رئيس الوزراء اللبناني إلى فرنسا ستطول، لكن دون تحديد مدتها، بينما دعا ماكرون في وقت سابق أمس الحريري وأسرته للسفر إلى فرنسا، بعد لقائه بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء اللبناني، وفقا لبيان رسمي. ولم يفسر بيان الإليزيه ما إذا كان هذا عرضا للجوء لرئيس الحكومة اللبنانية، الذي أعلن استقالته بشكل مفاجئ في الرياض يوم 4 من الشهر الجاري، والذي أكد هذا الأسبوع أنه سيعود إلى بيروت في غضون أيام، لكن ماكرون أوضح، خلال مشاركته في قمة المناخ بألمانيا، أنه لا يمكن، "بأي شكل" اعتبار هذه الزيارة عرضا للجوء. وتتزامن دعوة ماكرون مع تصريحات الرئيس اللبناني، ميشال عون، الذي اتهم السعودية بأنها تتخذ موقفا "عدائيا" من بلاده بإبقاء الحريري محتجزا في الرياض، ومع ذلك، أكد رئيس الحكومة المستقيل مجددا أمس أنه سيعود قريبا إلى بلاده، مشيرا إلى أنه لجأ إلى السعودية لأسباب أمنية. وقال الحريري في تغريدة على شبكة "تويتر" كتبها أمس "بدي كرر وأكد أنا بألف ألف خير، وأنا راجع إن شاء الله على لبنان الحبيب مثل ما وعدتكم وحا تشوفوا"، وهو ما يتشابه تماما مع تغريدته التي كتبها بالأمس، والتي وعد فيها بالعودة في غضون يومين. ولعبت الحكومة الفرنسية دور الوسيط في هذه الأزمة، حيث سافر وزير خارجيتها، جان ايف لودريان، أمس إلى السعودية بهدف إجراء مقابلات مع الحريري ومسؤولين سعوديين لمناقشة هذه القضية. وتعتبر حكومة ماكرون لبنان، المستعمرة الفرنسية السابقة في الشرق الأوسط، بلدا محوريا في استقرار المنطقة، في ظل الحرب التي تضرب سوريا و"التناحر السياسي" بين إيران والسعودية