أضحى تأخر الأمطار بمثابة كابوس يقلق الفلاحين الصغار الذين يعتمدون في زراعتهم على التساقطات، ويعيش الكثير منهم ومعهم مواطنون حالة ترقب مصحوب بالأمل؛ فغياب الأمطار في الموسم الحالي زرع شكوكا كبيرة في نفوس الفلاحين الذين امتنعوا عن مباشرة موسمهم الفلاحي إلى حين هطولها. في اتصال لأحد الفلاحين بهسبريس، قال إنه بات متأكدا من نقص جودة منتجاته، وأصبح الأمل وطلب الرحمة سلاحه الوحيد لتجاوز تلك المخاوف المرافقة للمصاريف الكبيرة التي تتزامن والظروف غير الملائمة لبداية زراعته البورية. وأضحى هذا التأخر بمثابة كابوس يخنق الفلاحين؛ إذ أكد المتحدث ذاته في تصريحه لهسبريس أن "تأخر التساقطات يثير بعض التخوفات في أوساط الفلاحين، واستمرار الوضع على ما هو عليه سيكون مؤشرا على دخول القطاع الفلاحي في مرحلة حرجة، ويكبد مصاريف جد كبيرة للفلاحين الصغار غير القادرين على سد خصاص المياه ومصاريف المحروقات المستخدمة في استخراجها". وبدأ الخصاص يهدد زراعات الحبوب والقطاني بالمملكة، إلى جانب التأثير على معدلات حقينة السدود والفرشاة المائية، وهو ما اعتبره المتحدث "عاملا سلبيا على انتظام عمليات السقي وعلى الغطاء النباتي". وفي السياق ذاته، قال المسؤول بالأرصاد الجوية المغربية الحسين يوعابد، في حديث لهسبريس، إن "التوقعات والمؤشرات المناخية لا تنبئ بأية تساقطات مطرية خلال الأسبوع الجاري". وأضاف رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية في الحديث ذاته: "تأخر التساقطات المطرية ناتج بالأساس عن اكتساح المرتفع الأصوري ومنطقة الضغط المرتفعة من المحيط الأطلسي حتى فوق البحر الأبيض المتوسط". وأوضح يوعابد أن "المرتفع الأصوري يحول دون وصول الاضطرابات الجوية إلى المغرب ويوجهها إلى فرنسا وجزر بريطانيا، وبالتالي ستظل حالة الطقس مستقرة بالمغرب خلال الأيام القليلة القادمة، على أمل أن تتغير خلال الأسبوع القادم". وحول درجات الحرارة المرتقبة خلال الأسبوع، أشار مسؤول التواصل بالمديرية إلى أن المرتفعات والأطلسين الكبير والمتوسط تعرف انخفاضا كبيرا في مستوى درجات الحرارة، أما باقي المناطق بالمملكة فلن تعرف تغييرا ملحوظا وستظل الأجواء معتدلة.