ما تزال تهمة الانتماء إلى التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين وصِلَتِه بتركياوقطر تلاحق قيادات حركة التوحيد والإصلاح، بعدما تم الكشف عن تعيين الرئيس السابق للذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، أحمد الريسوني، عضوا بمجلس أمناء "الجامعة العالمية للتجديد"، التي يوجد مقرها بإسطنبول ويتزعمها يوسف القرضاوي كرئيس شرفي. وانهالت تقارير الصحافة المصرية مهاجمة الجامعة، التي تضم في عضويتها قيادات إسلامية ذات خلفيات علمية وفقهية منتمية ومتعاطفة مع جماعة الإخوان المسلمين، التي اعتبرتها سلطات القاهرة في دجنبر من العام 2013، بعد أشهر من عزل الرئيس محمد مرسي، "جماعة إرهابية"، قائلة أن المؤسسة، التي تأسست بدعم من الحكومة التركية قبل عامين، حاضنة لاستثمارات "الإخوان الهاربين" بعد تحفظ السلطات المصرية عن أموالهم. وتحدثت التقارير المتعددة عما وصفته "تحالفا تركيا-قطريا" مع جماعة الإخوان المسلمين، ظهر عبر "تشكيل مجلس رئاسي للجامعة بقيادة يوسف القرضاوي، الذي تولى منصب الرئيس الشرفي لمجلس الأمناء وتم تقديمه أنه قطري"، مضيفة أن الجامعة تجمع في مجلسها "قيادات إرهابية هاربة من مصر، ومستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان"، مشيرة إلى أن الجامعة "توجه دعوة سرية لتهريب شباب الإخوان من مصر بحجة الدراسة في تركيا". وبجانب يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المقيم في قطر، الذي سبق للسلطات القضائية المصرية أن أحالت أوراقه ونحو 100 إخواني، بينهم الرئيس المعزول محمد مرسي، على مفتي مصر قبل عامين، أثارت التقارير ذاتها أسماء تظهر في مجلس أمناء الجامعة المعروفة اختصارا ب"IUR"، كياسين أقطاي، رئيس المجلس، وهو نائب برلماني عن حزب العادلة والتنمية التركي، وتقول إنه "كبير مستشاري الرئيس التركي سابقًا"، وجمال عبد الستار، رئيس الجامعة، وهو قيادي إخواني ملاحق من السلطات المصري وكان وكيلا لوزارة الأوقاف سابقا في عهد نظام مرسي. صحف مصرية، منها "اليوم السابع" و"الفجر"، وبرامج تلفزية على قنوات خاصة، سلطت الأضواء على ما قالت إنها خلفيات الجامعة التي يوجد مقرها بإسطنبول، مدرجة تركيبة مجلس أمانتها وصور أَعضائه من بينهم أحمد الريسوني، مشيرة إلى أن خلفيات الجامعة تهم "تجنيد شبان جدد وإحياء الأفكار المتطرفة، وتدشين فرع للتعليم الإلكتروني الجامعي لاستقطاب الشباب العربي لتوجيههم تجاه أفكار الجماعة ومشروع الخلافة الإسلامية الذي يعد حلم "أردوغان ومعاونيه". وتقول الجامعة في ورقة تعريفية بها إنها تأتي في سياق "تزايد إقبال الشباب العربي من كل حدب وصوب على تركيا، وأصبحوا في أمس الحاجة إلى تعليم جامعي باللغة العربية والإنجليزية"، مضيفة أن المشروع يأتي أيضا "لحاجة الأمة إلى رواد في العلوم الإنسانية والاجتماعية والعربية وإدارة الأعمال"، لتورد أنها تسعى إلى ذلك "مستفيدة في ذلك من مئات الكوادر الجامعية العربية التي وفدت إلى تركيا من جميع التخصصات". وتضم تركيبة مجلس أمناء الجامعة وجوها إسلامية من مصر والمغرب وتركيا وماليزيا وكندا وتونس، يتقدمهم يوسف القرضاوي وياسين أقطاي وجمال عبد الستار وأحمد الريسوني، إلى جانب نور الدين الخادمي، الذي شغل منصب وزير الشؤون الدينية بتونس في حكومتي حمادي الجبالي وعلي العريض، فيما أعلنت الهيئة ذاتها أن موعد الإعلان عن هذه التركيبة حصل نهاية أكتوبر المنصرم في اسطنبول وسط حضور مسؤولين سياسيين وعلماء وإعلاميين وأكاديميين وشخصيات عامة من الأتراك والعرب والماليزيين.