بشكل قاطع ورسمي، أكد سفير جمهورية مصر العربية المعتمد بالمغرب، أشرف إبراهيم، موقف بلاده الرسمي تجاه ملف الصحراء بالقول إن "موقف مصر واضح، فهي لم ولن تعترف يوما بجبهة البوليساريو ولا بما يسمى الجمهورية الصحراوية"، موضحا أنه "لم يسبق أن كان هناك توتر بين القاهرةوالرباط، وما حصل في السابق مجرد سوء فهم". السفير المصري، الذي تم تعيينه قبل قرابة ثلاثة أسابيع معتمدا بالرباط، أزال في حوار صحافي مطول مع هسبريس الغبار عما يثار من موقف مصر من ملف الصحراء، موردا أن هذا الموقف عبر عنه وزير الخارجية المصري سامح شكري حين زيارته إلى المغرب قبل عامين، ومفاده أن "مصر ملتزمة بالوحدة الترابية ودعم الحل الأممي لقضية الصحراء والمشروع المغربي الذي هو الحكم الذاتي، وتثمن ترحيب مجلس الأمن بجهود المغرب الجادة ذات المصداقية للدفع بحل للملف". وثمن أشرف إبراهيم مضامين خطاب الملك محمد السادس الأخير بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، الذي قال إنه يمضي في التصورات التي تدعمها مصر، وزاد: "ليس هناك أي خلاف في هذا الموضوع أبدا"؛ فيما أورد أن ما يثار إعلاميا من غموض القاهرة تجاه قضية الصحراء "غير صحيح نهائيا"، مردفا: "أحب أن أذكر بدعم مصر للموقف المغربي أثناء عضويتها في مجلس الأمن عام 2015". وحول الزيارات التي قامت بها شخصيات إعلامية إلى الأراضي الصحراوية بدعوة من انفصاليي البوليساريو قبل مدة، أوضح السفير المصري أن الأمر "لا يعدو أن يكون سوء فهم لقيام البعض بزيارات ليس لها معنى ولا تعبر عن الموقف الرسمي والشعبي للمصريين تجاه المغرب وقضيته"، مشيرا إلى أن مثل تلك الزيارات "يقع أصحابها في نوع من التغرير، لكن مصر حكومة وشعبا ترفض مثل تلك الخطوات". وتوقف السفير المصري أشرف إبراهيم عند مضي 60 عاما على العلاقات الدبلوماسية المغربية المصرية بحلول العام الجاري، مضيفا أن العلاقات بين البلدين كانت ومازالت قوية وممتازة، "ورغم أنها مرت في تلك الفترة بمطبات، لكنها عموما ممتدة تاريخيا، والتبادل بين الشعبين والدولتين مستمر على مدى التاريخ ولم ينقطع"، ليشدد على أن العلاقات "في هذا التوقيت بالذات قوية، إذ إن هناك مصالح مشتركة تجمعنا على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها"، حسب تعبيره. ونفى أشرف إبراهيم أن يكون هناك توتر في الفترة الأخيرة بين علاقات الرباطوالقاهرة، موردا: "لا أعتقد أن هناك توترا ولا حتى فتورا في العلاقات، بل هي جيدة وممتازة"، مضيفا أن ما حصل قبل عامين "لا يعدو أن يكون سوء فهم لا يعبر عما هو رسمي أو شعبي"، وزاد: "ما قيل في الإعلام المصري حسم في آنه، وتمت محاسبة الفاعلين على مستوى كل قناة، كما كانت هناك أيضا اعتذارات رسمية وغير رسمية". وتابع المسؤول الدبلوماسي المصري بأن هناك حوالي 200 قناة تلفزية، وأغلبها خاصة وليست رسمية، وزاد: "أحيانا في الصحافة قد يتفوه إعلامي من هنا وهناك بكلمة يتم تضخمها..أن تكون هناك فلتة أمر وارد، لكنها في نهاية المطاف لا تعبر عن الرأي الرسمي ولا الشعبي"، في وقت عبر عن أمله وطموحه إلى "بلوغ مستوى العلاقات بين البلدين القمة، وأن تتوج في المستقبل بزيارة متبادلة بين قائدي البلدين؛ صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي".