يبدو أن التطاحنات السياسية على مستوى مجلس مدينة المحمدية بين حزب العدالة والتنمية الذي يسير الشأن المحلي وأحزاب أخرى، التي كان آخر فصولها إسقاط مشروع الميزانية برسم سنة 2018، أغضبت ساكنة المدينة التي تعتبرها "مسرحية، المتضرر الأول والأخير منها هو المواطن". فقد عبر عدد من المواطنين والفاعلين بالمدينة عن استيائهم مما آلت إليه الأوضاع في ظل هذا التطاحن السياسي، في وقت لم تخرج فيه الأحزاب المشكلة للمجلس، بدءا بالعدالة والتنمية، لتنوير الرأي العام وكشف ما يجري وتوضيح حيثيات هذا الصراع. واعتبر كمال لعزير، ناشط جمعوي بمدينة المحمدية، في حديث لهسبريس، أن ما تعيشه المدينة مؤخرا من حالة الاحتقان السياسي وتضارب المصالح والتطاحنات الشخصية الصرفة، "تسبب في شلل وتوقف عجلة دوران التنمية في المدينة"، مشيرا إلى أن "المواطن البسيط والساكنة بصفة عامة هي المتضرر الأول والأخير". واستغرب الناشط الجمعوي من هذه "اللخبطة" التي يعيشها المجلس الجماعي لمدينة كانت تسمى "مدينة الزهور"، وقال: "أصبحنا نرى بعض فرق الأغلبية تصطف في خانة المعارضة وتضرب مصداقية حليفها في الأغلبية، وما زاد الطين بلة الاتهامات الخطيرة التي وجهت للرئيس ومفادها الفساد والاختلاس دون أن يرد على هذه الاتهامات، ما دفع الجميع إلى الاستغراب وجعلهم في حيرة من أمرهم". ولفت المتحدث إلى أن هذه الخلافات التي تجري داخل مجلس المحمدية، والتي بات على السلطات في شخص عامل الإقليم التدخل لوضع حد لها وإعادة الأمور إلى نصابها تفاديا لوقف عجلة التنمية بالمدينة، تدخل "في خانة الحسابات السياسية الضيقة التي تنم عن تطرف فكري وسياسي". من جهته، سهيل ماهر، عضو المكتب السياسي لحزب البيئة والتنمية المستدامة ناشط جمعوي بالمدينة، اعتبر أن المشهد السياسي للمحمدية "يشوبه نوع من الضبابية، يدفع إلى طرح مجموعة من علامات الاستفهام عن تحول أحزاب تشكل الأغلبية في المجلس إلى لعب دور المعارضة وتعمل على إسقاط الميزانية". وما يثير الاستغراب في هذا المشهد، بحسب سهيل، "كون رئيس المجلس البلدي متشبثا بهذه الأغلبية السلبية التي تمارس العرقلة في تحقيق الهدف الأسمى، وهو المصلحة العامة"، هذا الأمر، يضيف المحامي ماهر، يطرح التساؤل: "هل هناك خلفيات أخرى لا يعلمها المواطن هي التي تجعل هذا المشهد مختلا أم إن هذه الأحزاب تعتبر مثل هذا العبث بمصالح المدينة تدبيرا محليا؟". أما الناشط الجمعوي جواد حاضي فيرى، ضمن تصريح لهسبريس، أن ما تعيشه المحمدية اليوم "يحز في النفس؛ إذ صارت تعيش شبه سكتة قلبية، وما وصلت إليه تتحمل المجالس السابقة والمجلس الحالي مسؤوليته". وشدد حاضي على أن المجلس الحالي "يعرف هشاشة بين مكونات أغلبيته، بل الأكثر من ذلك ففريق العدالة والتنمية بدوره يعرف تكتلات، مما يدفع بالمحمدية إلى البلوكاج والكساد السياسي، وهذا ما عشناه في الدورة السابقة حيث تم إسقاط ميزانية المدينة". وتعيش المحمدية هذه الأيام على وقع تطاحن سياسي بين حزب العدالة والتنمية الذي يسير المدينة، وحزبي الاتحاد الاشتراكي والتجمع الوطني للأحرار اللذين فضلا الانفصال عن الأغلبية والانزواء في المعارضة إلى جانب حزب الأصالة والمعاصرة، ما ترتب عنه إسقاط ميزانية المجلس في دورتين.