قالت نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن السابقة، والقيادية في حزب التقدم والاشتراكية، إن المغرب استطاع أن يحقق مجموعة من المكتسبات في مجال المساواة بين الرجل والمرأة بفضل نضالات الحركة النسائية ورؤية الملك محمد السادس الحريصة على ترسيخ مكانتهن العالية وضمان حقوقهن المشروعة. تجربة المغرب واستعرضت الوزيرة السابقة، اليوم الخميس خلال ندوة ضمن فعاليات الدورة العاشرة من المنتدى الدولي "ميدايز" بمدينة طنجة، بمشاركة السيدة الأولى لجمهورية سورينام، تجربة المغرب في مجال تمكين المرأة في الحياة السياسية والوصول إلى مراكز القرار. وقالت الناشطة الحقوقية إن 81 امرأة مغربية توجد اليوم داخل البرلمان، بينما لم يتجاوز عددهن إلى حدود سنة 2002 امرأتين، بالإضافة إلى وصول 6 آلاف مغربية إلى الجماعات المحلية، وتسعة نساء في الحكومة الحالية رغم أن غالبيتهن كاتبات دولة فقط. وانتقدت الصقلي العراقيل التي تضعها الحكومة في وجه النساء للولوج إلى سوق ممارسة الأعمال، وأشارت إلى أن الإحصائيات تشير إلى وجود 10 في المائة فقط من النساء المقاولات، نظرا لصعوبة الولوج إلى التمويل، وأشارت في تصريح لهسبريس، على هامش اللقاء، إلى أن تمكين النساء من المساهمة في الاقتصاد الوطني يتطلب وجود سياسات عمومية بدون تردد تتجه بشكل مباشر إلى تحقيق المساواة بين الجنسين وإزالة جميع العراقيل التمييزية ضد المغربيات. وأضافت الصقلي: "المغرب يفتقد إلى يومنا إلى قانون يحمي النساء من العنف الممارس ضدهن. والتحرش الجنسي لازال متفشيا. كما أن النساء السلاليات يحرمن من حقهن في تملك الأرض رغم العديد من التوصيات الصادرة عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي". وترى القيادية في "حزب علي يعتة" أن الوقت حان لفتح نقاش مجتمعي حول الإرث وما يقوله القرآن والشريعة والفقهاء والسوسيولوجيون للخروج بحل يجيب عن واقع المرأة، خصوصا أن المغرب يتميز باعتداله وتسامحه وعقليته المتفتحة. نساء رائدات بدورها، تحدثت السيدة الأولى في جمهورية سورينام، "إنغريد يولاندا بوترز والدرينغ"، عن واقع النساء في بلادها، اللواتي يلعبن دورا مهما في مجال الأعمال والمناطق الريفية، وأشارت إلى أن انفتاح التعليم على محيطه الاقتصادي يعتبر من بين المفاتيح الناجحة لتحقق النساء استقرارهن المادي. وعن تمثيلية النساء في الحياة السياسية بسورينام، قالت السيدة الأولى إن حكومة بلادها تضم 25 امرأة، ورئيسة البرلمان امرأة؛ كما تشغل النساء 13 مقعدا برلمانيا، ودعت القادة الأفارقة إلى تطوير هذه المكتسبات الموجودة في كل دولة على حدة وإعطاء فرصة أكبر للنساء لتحسين ورفع كفاءاتهن في مجال ممارسة الأعمال. الدكتورة أماني عصفور، رئيسة الاتحاد العالمي لصاحبات الأعمال والمهن، أكدت أن التمكين الاقتصادي للمرأة يتطلب بناء قدرات وشخصية قوية للمرأة من خلال مراكز للتدريب وبرامج تعليمية لتسويق فكرة مباشرة الأعمال الحرة. وأوضحت المصرية أماني عصفور، التي تعتبر أول سيدة عربية إفريقية تنتخب على رأس مجلس أعمال "كوميسا" الدولي، أن تمكين المرأة لن يتأتى إلا بوجود سياسات وتشريعات داعمة عبر وضع قوانين حكومية تمكن النساء من التنمية الاقتصادية وتجعلهن شريكات أساسيات في اتخاذ القرارات الكبرى. ولفتت المتحدثة ذاتها الانتباه إلى دور جمعيات المجتمع المدني في إقامة شراكات مع الحكومات والقطاع الخاص، وحثت المسؤولين على تنزيل إجراءات مصاحبة تساعد على نمو المقاولات النسائية والتغلب على إشكالية التمويل، وتدعم المنتجات النسائية لتسويقها على المستوى العالمي. ويناقش "ميدايز" على مدى أربعة أيام اهتمامات بلدان الجنوب وتقوية التعاون في إفريقيا. كما سيتدارس قطاع المال والأعمال خلال المنتدى العلاقات بين مجموعة بلدان BRIC وإفريقيا والاستثمار وتنمية البنية التحتية للقارة، إضافة إلى دور المرأة المقاولة والمقاولات الناشئة في تحريك الإبداع والنمو داخل القارة؛ بينما سيخصص يوم للتنمية المستدامة لدارسة السياسة الطاقية العالمية والمدن الذكية والمستدامة ونظام الصحة والتربية في إفريقيا.