قال الباحث والمؤرخ الإسرائيلي إيلان بابي Ilan Pappé، الذي سبق له أن تعرض لتهديدات بالقتل بسبب فضحه الكيان الصهيوني، إن أكثر من 50 في المائة من يهود العالم لا تربطهم أي علاقات قوية مع إسرائيل، لأنهم أدركوا مدى فظاعة وقسوة جرائم الاحتلال، بفضل تطور وسائل التواصل والتكنولوجيات الحديثة التي ساعدت في كشف الحقائق. وفي الندوة التي نظمتها جريدة هسبريس الإلكترونية، بمناسبة مرور مائة سنة على وعد بلفور، والتي شارك فيها كل من البروفسيور بجامعة لوفان- بلجيكا، بشارة خضر، وألان غريش، الكاتب الفرنسي ونائب رئيس تحرير جريدة "لوموند ديبلوماتيك" الشهيرة، وعبد المغيث بنمسعود تريدانو، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، وقف أستاذ التاريخ بجامعة "إكيستير" البريطانية على الوجه البشع للمشروع الصهيوني، الذي يتخفى وراء ما يسمى ب"مسلسل السلام الإسرائيلي الفلسطيني". وأضاف في السياق ذاته أن "الإشكال اليوم في فلسطين يكمن في إيديولوجية المشروع الصهيوني، الذي يقوم على العنصرية والاستيطان، وينظر إلى الفلسطينيين كأقليات، سواء في الضفة الغربية أو غزة"، مشيرا إلى أن هذا المخطط جعل نصف يهود العالم يضعون مسافات مع إسرائيل ويختزلون اليهودية فقط فيما هو ديني وحضاري، فيما نسبة أخرى تشكل الأضعف، خصوصا في أمريكا وبريطانيا وفرنسا، تُدافع عن إسرائيل فقط للبحث عن هوية لها". وتوقع الأكاديمي الإسرائيلي، الذي استقال من جامعة حيفا وغادر إسرائيل منذ سنوات، بسبب الضغوطات التي مورست عليه بسبب كتاباته عن "خرافات إسرائيل"، أن يقوم الجيل اليهودي الجديد بنقد السياسات الإسرائيلية "لأنه واع بمعنى الاحتلال، وأن الواقع الحالي يشير إلى وجود دولة واحدة مهيمنة بطريقة غير ديمقراطية"؛ الأمر الذي سيؤدي، بحسبه، إلى ضعف العلاقة بين اليهود والصهاينة في المستقبل القريب. وحول ما يتم الترويج له حول مستقبل السلام، أوضح المؤرخ الإسرائيلي المعادي للصهيونية، والذي أصدر 16 كتابا حول الصهيونية، أنه "لا يوجد أي مسلسل في هذا الاتجاه، بل فقط توجهات تم التخطيط لها في الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال الستينيات والسبعينيات تقوم على أساس أن يقبل الطرف الضعيف بوجهة نظر الطرف القوي"، مشيرا إلى أنه تم بذل مجهودات كبيرة للسلام خلال الأربعين سنة الماضية بدون الوقوف على حقيقة الأزمة نفسها. من جهته، قال عبد المغيث بنمسعود تريدانو، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، ورئيس "المجلة المغربية للعلوم السياسية والاجتماعية"، التي نظمت ندوة دولية بالرباط، بمشاركة الأسماء المشار إليها بمناسبة الذكرى المئوية للوعد بريطاني الذي مهد لقيام دولة إسرائيل، إن الوضع العربي اليوم بشأن مستقبل القضية الفلسطينية بات مترديا، خصوصا في ظل الأزمات التي عصفت بالعديد من دول المنطقة بعد أحداث الربيع العربي. وأشار الباحث المغربي إلى أن القضية الفلسطينية جمدت وهمشت موازاة مع تداعيات "ثورات الربيع العربي"، ودعا إلى فتح نقاشات وعقد لقاءات لتجديد الأفكار والمفاهيم حول مستقبل القضية الفلسطينية.