قال محمد مثقال، المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، إن المملكة تولي أهمية كبرى للتعاون الدولي في إطار جنوب جنوب، مشيرا إلى أن الوكالة التابعة لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي تبقى "أداة نشيطة وحيوية تساهم في تفعيل السياسة الخارجية للمملكة". وفي حوار بالصوت والصورة مع هسبريس، كشف مثقال أن الوكالة منذ تأسيسها عام 1986 نجحت في تفعيل علاقات تعاون مع 109 دول في العام، خاصة 47 دولة من القارة الإفريقية، موردا أن الهيئة هي القناة الرسمية الوحيدة التي يتم عبرها تسجيل الطلبة الأجانب في المؤسسات العمومية العليا بالمغرب. وبلغة الأرقام، فإن أزيد من 25 ألفا من الطلبة الأفارقة استفادوا من برامج الوكالة منذ تأسيسها، يتوزعون على أكثر من 13 ألفا درسوا في مجالات الاقتصاد والعلوم الإنسانية والإجتماعية، وأزيد من 10 آلاف في الهندسة والاختصاصات التقنية والعلمية، وألفين في ميدان الطب والصحة وعلوم الفيزياء والصيدلة. وبخصوص الموسم الحالي، فقد تم تسجيل 12 ألف طالب أجنبي، منهم 10 آلاف ينحدرون من أكثر من 44 دولة إفريقية، 80% منهم حصلوا على المنحة الدراسية. أما عدد من استفادوا من برامج التكوين المهني من الأطر الإفريقية في بلدانهم طيلة سنوات اشتغال الوكالة، فتجاوز خمسة آلاف إطار. وقال مثقال إن مجالات اشتغال الوكالة الوطنية للتعاون الدولي تتوزع على برامج المنح الدراسية والتعليم الأكاديمي، والتعاون والشراكة التقنية، إلى جانب برامج دعم مشاريع التنمية البشرية، وتقديم المساعدات الإنسانية لعدد من الدول عبر تزويدها بالمواد الغذائية والتعزيزات الطبية والصحية في حالات الكوارث الطبيعية. وتحدث مثقال عن أهمية مشاريع التنمية البشرية ودور التجربة المغربية في توسيع هذه الخبرة لدى عدد من الدول الشريكة للمملكة، مشددا على أن خبرة المغرب في هذا المجال تبقى رهن إشارة هذه الدول، "خاصة وأن صاحب الجلالة الملك محمدا السادس قد أولى مكانة متميزة للتنمية البشرية، وهو ما تحاول الوكالة ترسيخه والمساهمة في تفعيله مع الدول الشريكة". وبالإضافة إلى مقر الوكالة المغربية للتعاون الدولي بحي الرياض بالعاصمة الرباط، هناك بناية كبيرة تضم حيا جامعيا دوليا يحوي حوالي 800 طالب أجنبي من 70 دولة، أغلبهم أفارقة. وأكد مثقال أن الوكالة ماضية في تنفيذ سياسة التعاون الثقافي "التي هي ركيزة مهمة في تطوير وتنمية وتحقيق التقارب بين الشعوب"، مشيرا في هذا السياق إلى تنظيم احتفالية وسط هذا الفضاء الجامعي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، عبر إقامة معرض فني من طرف فنانين أفارقة تحت عنوان "UBUNTU.. L'afrique en marche".