نورا الهاشيمي شابة في ربيعها 17، تخلت عنها والدتها البيولوجية بعد أيام قليلة من ولادتها، فكبرت وترعرعت في كنف أم "مثالية" لم تحس يوما بأنها غريبة وسط الأسرة التي احتضنتها لسنوات؛ غير أن الحياة جارت عليها مرة ثانية، بعد أن أصيبت بسرطان الدم الذي يتطلب عملية زرع النخاع الشوكي بشكل مستعجل. ودفع المرض الفتاة البريئة لتمرير نداءات إنسانية عبر مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي انتشارا واسعا، ولقيت تفاعلا كبيرا من لدن النشطاء الذين عمدوا إلى البحث عن والدتها. استنزفت نورا مراحل العلاج العادية، وتعبت من أكياس الدم التي تضطر في كل مرة للاستنجاد بها في كل مرة تتعرض لحوادث نزيف متكررة، وهي الآن تحتاج إلى عملية جراحية مستعجلة لزراعة النخاع الشوكي من متبرع تجمعه معها العلاقة الدموية. وأضحت قصة نورا مادة تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي، التي أسهمت في ظهور الأم زهرة ضحية اغتصاب وحمل غير شرعي نتج عنه ولادة طفلة بريئة لم تنصفها الحياة يوما. وتوصل البحث إلى والدة نورا البيولوجية، وتوضح أنها تزوجت وتعيش مع عائلتها المكونة من أربعة أطفال ضواحي مدينة أكادير، وبعد عدة اتصالات وتدخلات قبلت الأم التبرع لابنتها، وتم اللقاء بينهما وتاهت الكلمات بين تفاصيل المرض المؤلم وفرحة اللقاء. وتوقفت حياة الفتاة على عملية زرع النخاع الشوكي؛ لكن الإشكال يكمن في أن هذا النوع من العمليات لا يتم داخل المغرب. ولتكمل نورا حياتها بشكل طبيعي يتوجب نقلها خارج أرض الوطن رفقة والدتها البيولوجية، لإجراء عملية زرع النخاع الشوكي؛ لكن هذا الأمل ضاع في لحظة، عند معرفتها بأن وضعها الاجتماعي لا يسمح لها بدفع مصاريف العملية الجراحية المكلفة والتي يبلغ قدرها 300 مليون سنتيم. بدموع حارقة وصوت خافت، تستغيث الشابة بذوي القلوب الرحيمة في اتصال بالجريدة قائلة: "أخاف الموت قبل تحقيق أحلامي، أطلب من المغاربة وذوي القلوب الرحيمة مساعدتي في مصاريف العملية الجراحية، لأحقق أحلامي الصغيرة". وحسب نورا، فإنها تتلقى اتصالات عدة من لدن محسنين يعرضون عليها المساعدة؛ لكن كل تلك الوعود لم تتحقق بعد، مضيفة أن صحتها في تدهور متزايد، ولم تعد تقوى على الحركة بحكم معاناتها من نزيف دائم.