أجمع المتدخلون في الندوة التي قاربت "تحديات قضية الصحراء المغربية وآفاق التعاون المغربي الإفريقي"، التي نظمتها جمعية جنوب-جنوب الصحراء بمراكش، على مطالبة كل من المؤسسات المنتخبة والفاعلين السياسيين والاقتصاديين والمجتمع المدني بالانخراط في الدينامية التي يقودها ملك المغرب، داخل المملكة وفي العمق الإفريقي. وأكد المشاركون في هذه الندوة على خطورة الانفصال، لأنه ليس طريقا للتقدم، مبرزين الفرق بين الحكم الذاتي وتقرير المصير، وأن هذا الأخير لا يعني الانفصال، منبهين إلى تناقض الدول الأوروبية، بعد رفضها استقلال كاطالونيا بإسبانيا والأكراد بالعراق، بينما كانت تدعم الحركة الانفصالية بجنوب المغرب. وانتهى الخبراء الجامعيون والفاعلون الاقتصاديون إلى أن هناك تقدما وتنمية بالأقاليم الجنوبية، لكن الجهوية الموسعة لم تفعل بعد، وأن القارة السمراء غنية بمواردها الطبيعية وفرص الاستثمار الكبيرة، لما تحتويه من معطيات طبيعية، ولأنها منطقة فتية وآفاقها واعدة، مؤكدين أن نسبة التبادل التجاري سترتفع من 2 إلى 10%، وهذا الأمر سيحقق توازنا اقتصاديا. وأوضحت الندوة أن موقف المغرب من قضية الانفصال كان واضحا، لما له من آثار سلبية على الأمم والشعوب، حيث استدل إدريس لكريني أستاذ التعليم العالي على ذلك بما عاشه جنوب السودان من ويلات وحروب والمجاعة وغياب الأمن"، مؤكدا أن "الوحدة الترابية تمرّ بمنعطف يفرض تجنيد كل المقومات والفعاليات لمواجهة الخصوم". وذكر لكريني بأن للمغرب جذورا في عمقه الإفريقي، بالرغم من السنوات العجاف، التي انطلقت مع قرار مغادرة المنظمة الإفريقية؛ لكنه ظل محافظا على حضوره اقتصاديا، وسياسة استراتيجية تقوم على منطق رابح رابح؛ وهو ما مكنه من استرجاع ثقة الكثير من الدول الإفريقية، التي سحبت اعترافها بجبهة البوليساريو، بحسب تعبيره. أما بن موسى، مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بمراكش، فقد عالج الموضوع من الزاوية الاقتصادية والتجارية، حيث أشار إلى انخراط المغرب في الاتحاد الإفريقي، وقرب انضمامه إلى منظمة غرب إفريقيا، التي تضم 15 دولة، منبها بأن إفريقيا واعدة، لأن مستوى النمو يرتفع، لذا يجب المراهنة على الاستثمار بالقارة السمراء. وأوضح بن موسى أن نسبة التبادل بين دول جنوب جنوب لا تتجاوز 2%، لأن معظم هذه العملية كانت تتم مع الدول الغربية، مستدركا أن الدول الإفريقية نضج وعيها بضرورة الاعتماد على بعضها البعض، لتحقيق تنمية مستدامة، وهذا هو الرهان المنتظر من المنظمة الاقتصادية لغرب إفريقيا، التي ستشكل عمودا فقريا للنهوض الاقتصادي بهذه المنطقة، التي سئمت العيش على الصراع والتبعية. من جهته، قال محمد فضلام، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات، إن هذه المؤسسة تعمل على ترجمة الاستراتيجية المغربية، بالانفتاح على دول إفريقيا، مشيرا إلى أن نشاطا سينظم في المستقبل القريب، ستشارك فيه الكثير من الدول من القارة السمرا، مؤكدا أن الغرفة مستعدة للتعاون مع نظيراتها في جنوب المغرب وداخل العمق الإفريقي، على حد قوله.