لم تتخلص بعد المواطنة المغربية ميسودي كوهين من الشعور ب"الحكرة" الذي سيطر عليها منذ يوم الخميس المنصرم عندما أتى المنعش العقاري المثير للجدل عبد المجيد الغضبان لينفذ عليها حكما قضائيا بإفراغ الشقة التي شغلتها لمدة 50 سنة بمنطقة غوتييه آنفا الراقية، بالرغم من أن الحكم صادر باسم شقيقها الذي لا تربطه أي علاقة بالبيت المعني بالحكم، وبالرغم من أنه مقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ 37 سنة، إضافة إلى أنه لم يزر المغرب منذ أزيد من 13 سنة، وفق التصريحات المعززة بالوثائق التي أدلت بها هذه المغربية العجوز البالغة من العمر 72 سنة. نداء الحاخام الأكبر ودفعت هذه النازلة الحاخام الأكبر أبراهام جولاني إلى بث فيديو يناشد فيه الملك محمدا السادس من أجل التدخل والنظر في قضية ميسودي كوهين، التي قال إنها تعرضت للظلم يوم عيد الغفران، الذي يعدّ من الأعياد المقدسة لدى اليهود والذي يقضونه في الدعاء طوال اليوم. وأضاف الحاخام الأكبر جولاني، في شريط فيديو مصور، حصلت عليه هسبريس: "لقد تعرضت ميسودي للطرد من بيتها يوم عيد كيبور، وهو اليوم الذي ندعو فيه لإخواننا المغاربة، المسلمين منهم واليهود.. ونحن نثق في الملك محمد السادس، الذي نحبه كثيرا، كما نحب الأسرة العلوية الكريمة". عدم شعور اليهود بالأمان لم تتمكن ميسودي كوهين، التي اعتبرت أن اليهود المغاربة لم يعودوا يشعرون بالأمان في بلدهم المغرب وناشدت الملك محمدا السادس للتدخل من أجل إعادة الأمان والطمأنينة لنفوس اليهود المغاربة، من تجرع مرارة طردها من شقتها من لدن هذا المنعش العقاري، المتخصص في هدم وإعادة بناء العمارات السكنية الموجودة بمنطقة آنفا وكوتييه الراقيتين، والتي تعود ملكيتها إلى الأجانب أو العائلات المغربية العريقة، حيث استعان بفرقة أمنية تتكون من 30 عنصرا أمنيا أتوا يوم عيد "الغفران" (المعروف في أوساط اليهود المغاربة بعيد كيبور) لإخراجها بطريقة مهينة من شقتها والرمي بها إلى الشارع. تتذكر المغربية كوهين، التي تقول إنها كل ما تطالب به هو تدخل الملك لاستعادة حقوقها كي لا تجد نفسها مضطرة للهجرة نحو إسرائيل على غرار ما قام به جارها السابق عبد الحق شالوم، ذلك اليوم الذي هجم فيه رجال الأمن على بيتها، الذي اعتبرته من الأيام الأكثر سوداوية التي مرت عليها في حياتها، وتقول لهسبريس: "جاؤوا يوم عيد الغفران، وهو من الأعياد المقدسة لدينا نحن معتنقو الديانة اليهودية، ودخلوا علي وأنا في المرحاض، ولم يستحوا مني كامرأة ولم يحترموا صيامي في هذا اليوم المبارك عند الله، بل وأمروني بمغادرة البيت على وجه السرعة، وشرعت في الاحتجاج وحاولت الاتصال بمعارفي من المغاربة اليهود الذين كانوا صائمين في هذا اليوم، إلى أن وجدت نفسي ملقاة في الشارع". التسامح المغربي المفتقد تواصل ميسودي كوهين تصريحها قائلة: "سارع معارفي من اليهود بهذه المنطقة، الذي ظلت إلى عهد قريب منطقة تعكس قمة التسامح بين المغاربة المسلمين واليهود، قبل أن تأتي هذه المافيا وتشرع في تشريد الجميع مسلمين ويهود على حد سواء". وقال نشطاء جمعويون إن ما يجري في منطقة غوتييه من عمليات ممنهجة للسطو على عقارات الغير لا يبشر بخير، وأكد محمد متزكي، رئيس جمعية ضحايا السطو على العقارات في المغرب، أن قضية ميسودي كوهين تؤكد أن هناك الكثير يجب فعله من أجل تفادي طرد أشخاص من شققهم السكنية بدون وجه حق. وأضاف متزكي: "الحكم، الذي نفذ يوم العيد المقدس لليهود في حق ميسودي كوهين، صادر في حق شقيقها الذي لا علاقة له بالشقة سواء من قريب أو من بعيد؛ فإيصالات الكراء كلها في اسم المغربية ميسودي، ثم إن شقيقها دافيد لم يدخل إلى المغرب منذ سنوات، بشهادة مؤسسة الجالية اليهودية المغربية والجيران والمعارف، وبالرغم من ذلك يصدر حكم من هذا القبيل، هذا دون التطرق لمشاكل إثبات الملكية التي يوجد فيها شكاية بالتزوير التي لم تحركها النيابة العامة منذ أزيد من سنة على توصلها إلى الآن"، يقول الفاعل الجمعوي.