خلافا لما راج مباشرة بعد الخطاب الملكي الأخير في افتتاح الدورة التشريعية بالبرلمان، والذي لوّح فيه بحدوث "زلزال سياسي"، وهو ما جعل المتتبعين يتوقعون دنو تعديل حكومي قد يعصف بمجموعة من الأسماء؛ نفى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، وجود أي نقاش بخصوص تعديل حكومي مرتقب في المقبل من الأيام. وردا على أسئلة الصحافة التي ربطت بين إحداث الملك محمد السادس لوزارة منتدبة بالشؤون الإفريقية وحدوث تعديل حكومي وشيك، قال العثماني في "ملتقى لاماب": "ليس هناك الآن تفكير في القيام بتعديل حكومي"، وأشار إلى أن النقاش حول الوزارة الجديدة سيتم في الأيام المقبلة لتحديد طريقة اشتغالها. واعتبر العثماني أن عبارة "الزلزال السياسي" التي وردت في خطاب العاهل المغربي تعتبر "عادية، ولا يجب تضخيمها أو عزلها عن سياقها"؛ ولكنه أكد أن الملك يمتلك كافة الصلاحيات الدستورية لحل الحكومة إذا أراد ذلك، غير أن العثماني لمح إلى وجود "رضا ملكي" على حصيلته الأولية، وقال: "جلالة الملك أخبرني شخصيا بأنه يدعم الحكومة، ويجب أن تقوم بدورها وأن تملأ الفراغ". في المقابل، شدد العثماني على أن الحكومة ستواصل القيام بدورها من أجل إيجاد الحلول الملائمة والاستجابة لمطالب المواطنين والشركاء الاجتماعيين وفق الإمكانات المالية المتاحة. وكشف رئيس الحكومة، في هذا الصدد، أن مشروع قانون المالية، الذي سيجري عرضه اليوم على مستوى المجلس الحكومي، سيولي اهتماها كبيرا للقطاعات الإستراتيجية؛ من قبيل التعليم والصحة والتشغيل. وعلاقة بالشأن الداخلي لحزب العدالة والتنمية وخلاف "إخوان المغرب" على الولاية الثالثة للأمين العام الحالي للحزب، نفى العثماني وجود أي خلاف عميق بينه وبين عبد الإله بنكيران، وأكد أن "الأخوة ثابتة" وأنه حريص على زيارة بنكيران كلما وجد الفرصة مناسبة، وأوضح أن حدوث اختلاف في بعض القضايا "أمر ضروري لأننا ليس شخصا واحدا". وزاد قائلاً: "ليس في علمي أن بنكيران يسعى إلى ولاية ثالثة.. هذا حزب سياسي لديه مؤسساته، ونحن نشتغل وفق قواعد وقرارات الحزب". وعلى الرغم من رفض بنكيران الجلوس في اجتماعات الأغلبية الحكومية والتوقيع على "ميثاق الأغلبية الحكومة" الذي ما زال معلقاً بسبب إصرار باقي مكونات الأغلبية بضرورة حضور بنكيران شخصيا، دافع العثماني على انسجام أغلبيته الحكومية؛ ولكنه أكد، في المقابل، عدم توصل مكونات الأغلبية إلى توافقات إلى حدود الساعة حول بعض الملفات العالقة، وأن النقاش مستمر والجميع يحترم اختلاف وجهات النظر. وقال في الصدد ذاته: "لدينا الثقة الكاملة في أن الحكومة ستنجح في مهمتها، وبوادر النجاحات بدأت تلوح في الأفق"، ولفت إلى أن جميع الوزراء يتجاوبون معه عندما يتعلق الأمر بعقد اجتماعات سواء كانت عادية أو ملحة.