أعلن عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رفضه تلويح سعد الدين العُثماني، رئيس الحكومة، بالاستقالة من منصبه على رأس الجهاز التنفيذي، مؤكدا أنه اتصل بزميله في الحزب واستقبله بعد تداول الخطوة وعبّر له عن رفضها جملة وتفصيلا. وقال بنكيران، الخميس في اللقاء الذي جمعه بنواب حزبه، إن "الذي وقع (قيادة الحكومة بعد إعفائه)، كنّا مسؤولين عنه جميعا"، مضيفا أن "الملك عندما استقبل العُثماني قال إنه يريد الاشتغال مع العدالة والتنمية، وأعلن أنه ليس من المفيد للحزب أن يكون خارج الحكومة". وسجل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن "رئيس الحكومة ينتمي إلينا، وإذا طلب الملك مغادرته وقتها يمكن ذلك، لأن الأمر ليس لعبا؛ لكن ما دام الأمر لم يحدث فعلينا التمسك بمواقعنا"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن أن نستقيل إلا إذا كانت هناك أمور كبيرة لأن هذا الأمر ليس "تفلية"، بل الحزب عليه رفع شعار "مامفاكينش" وإذا أراد الله سنكون في المرتبة الأولى في الانتخابات المقبلة مجددا". بنكيران خاطب برلمانيي الحزب بالقول: "يمكن الخروج من الحكومة إذا كانت أمور معقولة، ورئيس الحكومة ينتمي إيلنا ولا يمكن أن "نخوي" ببلادنا، والأصل هو البلاد والحزب مجرد عكاز"، مطالبا أعضاء الحزب الذين يتوفرون على إمكانات للجاهزية لشغل مناصب المسؤوليات في مؤسسات الدولة والسفارات. وبخصوص اختيار الأمين العام في المؤتمر المقبل، اعتبر بنكيران "أن الأمر بسيط، رغم أني أعيش أمورا صعبة كادت أن تؤدي بي للاستقالة؛ لكن المراجعة تقتضي أن لا نخرج من الباب الصغير، لأن هناك من تعلق بِنَا"، مشددا على أَن "وحدة الحزب لا يمكن أن تكون موضوع للنقاش، إلا إذا كان حظ للنفس في الموضوع". وبعدما دعا إلى "ضرورة الحفاظ على استقلالية الحزب وحرية الرأي داخله، وأن لا يتم فرض أي شيء على الحزب"، أوضح بنكيران أن كتيبة "البيجيدي" في البرلمان "ليست فريقا برلمانيا هاويا أو متمرنا، بل نحن العماد الرئيسي في البرلمان، وهذا يعطينا بعدا"، مضيفا "لسنا فريق للكرة، بل نريد من خلال مساهمتنا مع الأخيار تقدم البلاد وأن تنصلح شؤون الناس، وهذا ليس أمر عبثي". الأمين العام لحزب "المصباح" عاد إلى تاريخ تأسيس الحزب، ليؤكد أنه "ليس هناك أي ترتيب مع أي جهة، سواء مع الداخلية أو الأوقاف أو القصر ومن يعطيك الفرصة للوصول إلى القصر، وعلاه حنا كرهنا"، مسجلا أن "إخوانه" طلبوا من الدكتور عبد الكريم الخطيب الانضمام إلى حزبه، في وقت لم يكن يعطينا حتى الوقت للاستماع لنا". وفِي هذا الصدد، قال بنكيران إن "المجتمع انتبه إلينا كصوت جديد متدين"، موردا أَن "المغربي لا يكره المتدينين بل يكره السياسي الذي يستغل الدين.. وهذا يجب أن نكرهه جميع لأن له هدفا أصليا هو التكسب"، مبرزا أن الدين كله لله ومن كان يبيع دينه فهو عدو ولا يمكن أن يحبه أي كان.