انطلقت، الخميس بمدينة وجدة، فعاليات الدورة الأولى للمعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني بجهة الشرق، الذي ينظمه مجلس جهة الشرق، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس؛ وذلك تحت شعار "الاقتصاد الاجتماعي والتضامني محور أساسي وفرص جديدة للتنمية المجالية بجهة الشرق"، وسيمتد إلى غاية 15 أكتوبر الجاري. وأكد عبد النبي بعيوي، رئيس مجلس جهة الشرق، في كلمة له خلال حفل الافتتاح، أن تنظيم هذا المعرض يأتي تنفيذا لتوصيات المناظرة الجهوية الأولى حول الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بجهة الشرق المنظمة في شهر ماي 2016، مؤكدا أن مجلس جهة الشرق لديه إيمان راسخ بإنجاح مشروع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، في إطار دعم المبادرات المحلية وترويج المنتجات التضامنية لما لها من مكانة مهمة في اقتصاد الجهة، فضلا عن تثمين دور هيئات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني خصوصا التعاونيات والجمعيات، لجعلها شريكا أساسيا في التنمية المجالية. وتعهد رئيس جهة الشرق على الارتقاء بالمعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني إلى معرض وطني خلال الدورات المقبلة في أفق تحويله إلى معرض ذي إشعاع دولي، ملتزما مع رؤساء الجهات الإفريقية الأربع الحاضرة للمعرض بتنظيم نسخة مماثلة بإفريقيا. وشدد رئيس جهة الشرق على أهمية تنظيم هذه التظاهرة لكونها تعد فرصة سيتم العمل على ترسيخها سنويا لتبادل الخبرات وتقاسم التجارب بين مختلف مكونات هذا القطاع الحيوي وكذا لتثمين المنتوجات المحلية والنهوض بالمبادلات وتقوية الشراكات وتشجيع عمليات التشبيك والتكتل داخل تجمعات لجعل هذا القطاع أكثر فعالية ومردودية. ومن جهته، أكد معاذ الجامعي، والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد، على أهمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في توفير فرص شغيلة للساكنة النشيطة مستدلا بفرنسا التي يشغل فيها هذا القطاع أزيد من 2.5 في المائة من عدد الأشخاص العاملين في القطاع الخاص. وبدوره، قال محمد ساجد، وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، إن المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني بجهة الشرق يعد أول معرض بهذا الحجم؛ وهو ما سيسهم في التعريف بإمكانات ومؤهلات الجهة والمهارات التي يتميز بها الصناع والحرفيين المشاركين في هذه التظاهرة. وأشار ساجد إلى أن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني رافعة للتنمية، وسيسهم في خلق العديد من فرص الشغل على مستوى جهة الشرق التي كانت تعتمد النشاط التقليدي المتمثل في التهريب على الحدود. وأكدت جميلة مصلي، كاتبة الدولة لدى وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، في كلمتها، أن المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني بجهة الشرق، الذي وصفته ب"المتميز على جميع الأصعدة"، جاء للتعريف بالمنتوجات الصناعية التقليدية والمجالية؛ وهو ما يعكس عمق الإنسان المنتمي إلى الجهة، في إطار مجهودات التوريث والتطوير. وشددت مصلي على أهمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالمغرب، الذي تمت مأسسته منذ سنة 2012، داعية إلى انخراط الجامعات في هذا المجال من خلال خلق إجازات مهنية خاصة بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مشيرة إلى أن عدد التعاونيات على صعيد جهة الشرق يزيد عن 1500 تعاونية، في حين يصل عدد المتعاونين 50 ألف متعاون. وعرف المعرض حضور وفد إفريقي يزور جهة الشرق في إطار نسج ودعم علاقات التعاون الدولي اللامركزي، بالإضافة إلى كل من القنصل الفرنسي بفاس ومدير وكالة التنمية الفرنسية. ويهدف المعرض إلى التعريف بمنتجات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني التي تزخر بها جهة الشرق ودعم وتقوية القدرات التسويقية لمختلف المهنيين والفاعلين، من جمعيات مهنية وتعاونيات؛ وذلك بخلق فضاء لعرض منتجاتهم وتثمينها وتحديث أساليب تسويقها وطنيا ودوليا. ويشارك فيه أكثر من 200 عارض وعارضة يمثلون التعاونيات والجمعيات المهنية والتعاضديات والمؤسسات الحكومية ذات الصلة بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني ويقام على مساحة إجمالية تقدر ب2400 متر مربع. ويعرف المعرض تنظيم أنشطة مختلفة تتمثل في إقامة ورشات تكوينية يستفيد منها المهنيون والفاعلون في القطاع، بالإضافة إلى التعاونيات والجمعيات المشاركة في المعرض؛ وذلك بهدف المساهمة في تقوية قدرات المشاركات والمشاركين وتمكينهم من أدوات وآليات تساعدهم في تطوير منتجاتهم على قاعدة الجودة والتنافسية، فضلا على الرفع من معاملاتهم المالية والتسويقية. وتجدر الإشارة إلى أن عبد النبي بعيوي، رئيس مجلس جهة الشرق، كان قد قام، في إطار تفعيله لتوصيات المناظرة الجهوية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني خلال تخليد اليوم العالمي للتعاونيات، بالإعلان عن انطلاقة الشطر الأول من مسلسل مساهمة مجلس جهة الشرق في تمويل مشاريع التعاونيات على صعيد الجهة، والذي ستستفيد منه أزيد من 132 جمعية بغلاف مالي تزيد قيمته عن 8 ملايين درهم، بالإضافة إلى إحداث وحدة لتثمين إنتاج التعاونيات بفضاء تكنوبول وجدة.