انطلقت، أمس الثلاثاء بوجدة، فعاليات الدورة الثالثة للمعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 31 مارس الجاري، تحت شعار “الاقتصاد الاجتماعي والتضامني مفتاح للتنمية العادلة والخلاقة بجهة الشرق”. ويقام هذا المعرض، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بشراكة مع وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي – كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، وبتعاون مع ولاية جهة الشرق. ويتوخى، على الخصوص، الإسهام في تثمين المنتوجات المجالية التي تزخر بها أقاليم الجهة ودعم وتقوية قدرات المهنيين والفاعلين بهذا القطاع. وعلى مساحة إجمالية تقدر ب 4000 متر مربع، تشارك حوالي 140 تعاونية تمثل مختلف المنتوجات المجالية، فضلا عن الجمعيات المهنية والتعاضديات والمؤسسات الحكومية ذات الصلة. وأبرز وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي محمد ساجد، في كلمة بالمناسبة، المؤهلات والإمكانيات البشرية والطبيعية التي تزخر بها جهة الشرق، لافتا إلى أهمية الاستفادة من الآليات التي يوفرها الاقتصاد الاجتماعي والتضامني لضمان نمو اقتصادي أفضل. وفي هذا الصدد، نوه ساجد بمبادرة إحداث منصة لوجستيكية لتثمين المنتوجات المحلية، التي ستقام على مساحة 5 هكتارات، مؤكدا أن هذه الجهة، الغنية بتراثها الثقافي والتاريخي، قادرة على رفع تحديات التنمية. من جانبها، قالت كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي جميلة المصلي إن هذا المعرض يمكن من إبراز أهمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في بلدنا، مبرزة الدينامية التي يعرفها هذا القطاع، إذ انتقل عدد التعاونيات من 15 ألف سنة 2016 إلى 22 ألف في الوقت الراهن. وأبرزت، في هذا الصدد، الانخراط القوي للنساء والشباب في هذه الدينامية، التي باتت تنفتح على قطاعات واعدة من قبيل التكنولوجيا الجديدة والاقتصاد الرقمي، مشيرة إلى أن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني يعد رافعة للتنمية من شأنها الإسهام في توفير مزيد من مناصب الشغل. من جهته، أشار والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد معاذ الجامعي إلى أن هذا المعرض يندرج في سياق تنفيذ توصيات المناظرة الجهوية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني التي نظمت في ماي 2016 بوجدة، والتي خلصت إلى ضرورة تعزيز مكانة الاقتصاد الاجتماعي والتضامني كدعامة أساسية للاقتصاد الجهوي ورافعة للتشغيل الذاتي والأعمال التعاونية وإدماج القطاع غير المهيكل ضمن النسيج الاقتصادي. وأضاف أن هذه التظاهرة تشكل مناسبة سانحة للتعريف بمنتجات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني التي تزخر بها جهة الشرق، وتعد فضاء للتعاون وتبادل الخبرات بين العارضين، وتقوية ودعم قدرات مختلف المهنيين والفاعلين من جمعيات وتعاونيات وشبكات مهنية. وأكد الوالي، في هذا الصدد، أن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني يحظى بأهمية بالغة بجهة الشرق من خلال توفير كافة أشكال الدعم والمواكبة والتشجيع له، خصوصا في إطار الدعم الذي يوفره مجلس الجهة أو في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تعتبر نموذجا ناجحا ومثالا يحتذى به في هذا الشأن. وفي السياق، اعتبر رئيس مجلس جهة الشرق عبد النبي بعوي أن هذا المعرض يعد فضاء حقيقيا لإبراز مؤهلات جهة الشرق، كما يمكن العارضين من تسويق منتوجاتهم، فضلا عن إبراز تجارب بعض التعاونيات العاملة في مجال الابتكار والتكنولوجيا الجديدة. وأضاف أنه يعد كذلك مناسبة لمزيد من التواصل وتقاسم التجارب مع الوفود الإفريقية والأوروبية التي شاركت في افتتاح هذه التظاهرة. وتميز حفل الافتتاح بعرض فيلم حول المنصة اللوجستيكية لتثمين المنتوجات المحلية. وتعرف الدورة الثالثة للمعرض تنظيم أنشطة متنوعة، تتمثل في إقامة ورشات تكوينية لفائدة المهنيين والفاعلين في القطاع والتعاونيات والجمعيات المشاركة، بتأطير من خبراء وباحثين في آليات وأساليب الاستثمار في هذا القطاع. كما تنظم ندوات حول الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ومشروع منصة تثمين المنتوجات المجالية والاقتصاد الأزرق وأهداف التنمية المستدامة بجهة الشرق ودور التكنولوجيات الحديثة والرقمنة في تطوير مشاريع التنمية الجهوية.