أعلنت حكومة روسيا الاتحادية أن الوزير الأول دميتري ميدفيديف سيحل في زيارة رسمية بالمغرب يومي الثلاثاء 10 والأربعاء 11 أكتوبر الجاري، سيلتقي خلالها كلا من الملك محمد السادس، ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني، والبرلمان. وجاء في بلاغ للحكومة الروسية، نشر على موقعها الإلكتروني الرسمي، أن هذه الزيارة ستتطرق لعدد من المواضيع وآفاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، منها الطاقة والصناعة والفلاحة والسياحة والثقافة والمساعدات الإنسانية. كما أشار البيان إلى أن برنامج الزيارة يتضمن لقاءً مع الملك محمد السادس، وآخر مع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ومحادثات مع رئيسي مجلسي النواب والمستشارين. ومن المنتظر التوقيع، خلال هذه الزيارة، على عدد من الاتفاقيات بين القطاعات الحكومية لكلا البلدين تهم عدداً من المجالات. ويرى سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أن هذه "الزيارة التي أعد لها منذ ثلاثة أشهر، تأتي من أجل توطيد علاقات روسيا مع بعض الدول في شمال إفريقيا، لاسيما المغرب والجزائر"، موردا أنها تدخل في إطار استكمال سيرورة الشراكة بين المغرب وروسيا التي بدأت قبل سنوات، والتي أعطتها زيارة الملك إلى روسيا السنة الماضية دفعة قوية. وقال الأستاذ الجامعي، في تصريح لهسبريس، إن المغرب ينظر إلى "روسيا باعتبارها قوة مؤثرة في مجلس الأمن"، وفي حالة تعزيز العلاقات الثنائية يمكن لروسيا أن تكون إلى جانب المغرب في قضية الصحراء، خصوصاً أن الرباط تواجه تحديات كبيرة خلال الشهور التي تسبق نظر مجلس الأمن في تمديد مهمة بعثة المينورسو إلى الصحراء. وأضاف أن "المغرب يبحث عن شركاء اقتصاديين جدد ولم يعد يكتفي بالشركاء التقليديين، والعلاقات الاقتصادية بين الطرفين ستكون بمنطق رابح – رابح"، مشيراً إلى أن الاقتصاد الروسي ينمو بشكل متصاعد ويتوقع أن يحتل في السنوات القادمة الرتبة السادسة عالمياً من حيث الانتاج الوطني الخام، مقابل الرتبة الحادية عشر حالياً. واعتبر الصديقي أن المغرب سيستفيد اقتصادياً من هذه العلاقات مع روسيا في جانب الاستثمارات وتصدير العديد من المنتجات، لكنه لفت إلى أن قضية الصحراء تظل نقطة أساسية في هذه العلاقات إلى جانب العلاقات الأمنية والعسكرية التي كانت حاضرة في مداولات اللجنة المشتركة المغربية الروسية. وأبرز أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس أن روسيا أصبحت دولة مؤثرة لها طموحات جيو استراتيجية في مناطق مختلف من العالم، ومع تزايد مكانة ودور المغرب إقليمياً وإفريقياً في السنوات الأخيرة يمكن له أن يعزز علاقاته على جميع الأصعدة. ويرى الصديقي أن المغرب بات مقتنعاً اليوم بأن من مصلحته في ألاّ يعتمد على شركائه التقليدين فقط، ويعتقد أنه من الأهمية بمكان التوجه نحو القوى الصاعدة، خصوصاً روسيا والصين والهند، وانفتاحه على بعض الدول في أميركا اللاتينية. جدير بالذكر أن الملك محمدا السادس قام بزيارة إلى روسيا في مارس 2016، تم خلالها توقيع 16 اتفاقية تعاون بين البلدين في مختلف المجالات الاستراتيجية، منها خصوصاً الصيد البحري والتعاون العسكري والاستثمارات والطاقة والسياحة. وتبدي روسيا رغبة كبيرة في توسيع وجودها في سوق الطاقة بالمغرب؛ إذ تبحث شركات روسية عدة عن إمكانية المشاركة في التنقيب عن وجود احتياطات للنفط والغاز في المغرب، إلى جانب دراسة ملف توريد الغاز الطبيعي المسال والنفط والمنتجات النفطية إلى المغرب. وبلغ حجم التبادل التجاري بين المغرب وروسيا 1,3 مليار دولار نهاية سنة 2016، منها 534 مليون دولار للمنتجات الفلاحية فقط، وفق أرقام صدرت مؤخرا عن الوزارة الفدرالية الروسية للفلاحة.