ساعات قبل حسم "الاستقلاليين" في الاسم الذي سيقود المرحلة المقبلة بعد تأجيل رئاسة المؤتمر العام السابع عشر لحزب الاستقلال عملية انتخاب الأمين العام نتيجة الفوضى العارمة و"البلطجة" التي خيمت الأسبوع الماضي على المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، قال حميد شباط، الذي يتشبث بولاية ثانية، إن "الهواتف لازالت ترن للتدخل لصالح نزار بركة". ولمح شباط، صباح يومه السبت قبل انطلاق دورة المجلس الوطني للحزب، التي ستقوم بانتخاب الأمين العام وأعضاء اللجنة التنفيذية، إلى إمكانية التلاعب في نتائج التصويت قائلاً: "الهواتف ترن ولكن نحن هنا صامدون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها"، ولفت إلى أن "العديد من أعضاء الحزب يقومون بمراقبة الوضع تفاديا لأي خرق يمكن أن يقع، ما بدأ من خلال تغيير مكان انعقاد هذه الدورة وبعض إجراءات عملية التصويت"، بتعبيره. وخلافاً لما راج بعد تأجيل انتخاب القيادة الجديدة للحزب، نفى الأمين العام المنتهية ولايته وجود أي توافقات قبلية قد تكون جرت خلال اجتماعات داخلية الأسبوع الجاري، وزاد موضحاَ: "يستحيل أن نتراجع عن الديمقراطية الداخلية، من لا يؤمن بالديمقراطية داخل الحزب لا يمكن أن يطلبها من الدولة، ولا مكان له داخل تنظيمنا". واعتبر شباط أنه في حالة فوز نزار بركة عن طريق الديمقراطية وبدون تدخل أي جهات، فإنه لن يعترض على ذلك، مشيرا إلى أن "حزب الاستقلال قدم شهداء ومعتقلين من أجل الدفاع عن الديمقراطية وتحرير الوطن، وذلك من خلال وثيقة 11 يناير سنة 1944". "نحن اليوم مطالبون بخلق نقاش هادف، والتوجه يجب أن ينصب على وحدة الحزب، ولكن عن طريق الديمقراطية والشفافية وعدم الضغط على برلمان الحزب"، يضيف شباط، الذي شدد في تصريحات صحافية على أنه سيستمر في تقديم ترشيحاته ما دام حيا يرزق على هذه الأرض. ويُحاول حزب الاستقلال تفادي المواجهات وتكرار معركة "الصحون الطائرة" التي أثارت استياء الرأي العام الوطني؛ وهو ما عبر عنه القيادي في الحزب حمدي ولد الرشيد، الذي قال بدوره إن صناديق الاقتراع هي الوحيدة الكفيلة بحسم الصراع بين شباط وبركة. من جهته، وجه نزار بركة، المرشح القوي لقيادة "الميزان"، نداء إلى جميع أعضاء المجلس الوطني، دعا فيه إلى إرجاع البوصلة للحزب بعدما فقدها، وقال في مقطع "فيديو" نشره على حسابه على موقع "فيسبوك": "يوم السبت سيكون مصيريا بالنسبة لحزب الاستقلال، بالنظر إلى أنه يعيش أزمة سياسية وتنظيمية عميقة"، وزاد: "هذه الأزمة لها خطورة كبيرة على الحزب، لأنها تهدد كيان وتماسك البيت الاستقلالي". وأكد نزار بركة أن حزب الاستقلال يعيش يومه السبت امتحانا فارقا في تاريخه؛ "فإما أن يخرج من أزمته، أو نتركه بدون بوصلة"، وتابع: "اليوم سيجعلنا نكمل في هذا الطريق الذي ترون أين أوصلنا، أو نقول كفى ونفتح صفحة جديدة"، في إشارة إلى ما وصل إليه الحزب على يد شباط وأتباعه.