بعد أربعة أيام من تطوع مجموعة من الشباب لتزيين ممرات للراجلين وسط مدينة خريبكة، وما أثارته المبادرة من استحسان وتثمين، تفاجأ متتبعو الشأن المحلي بإقدام مصالح البلدية بإعادة صباغة الممرات ذاتها، وطمس مختلف الزخارف التي أنجزتها أيادي المتطوعين. وتداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورا لأوضاع ممرات الراجلين المعنية بالموضوع، قبل المبادرة التطوعية وبعدها، إضافة إلى نشر صور لعمال البلدية الذين انخرطوا، صباح اليوم، في عملية إعادة صباغة الممرات باللونين الأحمر والأبيض. وذهبت أغلب التعليقات على الصور في اتجاه الاستنكار والتذمر، حيث أشارت إحدى المتفاعلات على فيسبوك إلى أنه "بعد التعب والجهد المبذول، والفرحة التي تقاسمها المتطوعون مع مستحسني الفكرة، تفاجأنا جميعا بقرار إعادة صباغة ممرات الراجلين، وضرب مجهودات جمعية الثقافة والحضارة والمواطنة عرض الحائط". وفي الوقت الذي رجّح فيه بعض المعلقين أن يكون نوع الصباغة المستعمل سببا في القرار الجديد، أشار معلّقون آخرون إلى أنه "بغض النظر عن الألوان المستعملة، يُعتبر طمس عمل ومبادرة جمعية مؤشرا لا يبشر بخير، واستفزازا لساكنة المدينة، وتحطيم لمعنويات الواقفين وراء المبادرة". وفي المقابل، أكّد محمد عفيف، نائب رئيس المجلس البلدي لخريبكة، أن "الجمعية المنظمة للنشاط والمجلس الجماعي للمدينة انخرطا في مبادرة طيبة، تهدف إلى توعية المواطنين وتحسيسهم بأهمية استعمال ممرات الراجلين، من خلال تنظيم ورشة فنية لتزيين وزخرفة ممرين يقعان وسط مدينة خريبكة، ما أثار استحسان المارة والسائقين على حد سواء". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "المبادرات التحسيسية بشكل عام تكون محدّدة من حيث زمن تنظيمها، خاصة أن زخرفة ممرات الراجلين بألوان وأشكال مختلفة يُعتبر أمرا مخالفا للضوابط المعمول بها سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، وإن كانت المبادرة الفنية ذات أهداف نبيلة، وذات طابع تحسيسي مهم". وأورد عفيف، ضمن التصريح ذاته، أن "ما جرى لا يتعلق بطمس وتخريب وتحطيم مجهودات المتطوعين؛ بل إنه مرتبط بضوابط محدّدة لتنظيم السير والجولات، وتفرض مواصفات مضبوطة في إشارات وعلامات المرور، ما يفرض إعادة الأمور إلى نصابها، مع التأكيد على نجاح الجمعية في التحسيس بأهمية استعمال ممرات الراجلين".