استأثرت عدة قضايا باهتمام الصحف العربية اليوم الثلاثاء، أهمها تطورات القضية الفلسطينية، والأوضاع في سوريا واليمن ، وزيارة العاهل السعودي إلى روسيا ، وقضية اللاجئين في الأردن . ففي مصر، واصلت الصحف اهتمامها بنتائج الإحصاء العام للسكان والإسكان، حيث نشرت (الأهرام) مقالا للكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، أشار فيه إلى أنه "أول إحصاء إلكتروني في مصر يحدد على نحو قاطع عدد السكان وخصائصهم وعدد المباني وأعداد الوحدات السكنية والمنشآت العامة بدقة متناهية مكنت صاحب القرار من الحصول على وصف رقمي دقيق لصورة مصر السكانية والاقتصادية وساعدته على معرفة مشاكل بلاده وتحديد أولوياتها الصحيحة عن حلول ناجحة لمشكلاتها المتراكمة". بدورها نشرت (الجمهورية) مقالا للكاتب محمد منازع، أكد فيه أن الأرقام والمعلومات التي جاءت في نتائج التعداد العام الشامل للسكان، "صادمة ومزعجة بكل المقاييس وربما تؤدي بالبعض إلى اليأس وفقدان الأمل في غد أفضل ولا حتى في تحسن الأوضاع الحالية وربما إلى تدهورها". وأشار الكاتب إلى أن بعض الأزمات والمشاكل والسلبيات التي حددتها الأرقام والمعلومات التي جاءت في نتائج التعداد، ممكن "حلها والتغلب عليها وعبورها مهما كانت، إذا توفرت إرادة المسؤولين باتخاذ خطوات جادة نحو حلها واتخاذ المواطنين الخطوة الأولى نحو تخطيها والتغيير إلى حال أحسن ومستقبل أفضل". يومية (الأخبار)، اهتمت هي الأخرى بالموضوع ، ونشرت مقالا للكاتب محمد بركات، اعتبر فيه أن من بين الأرقام بالغة الأهمية التي كشف عنها البيان العام للتعداد الشامل للسكان والإسكان، يبقى الرقم الدال على نسبة الزيادة السكانية السنوية هو الأكثر خطورة على الإطلاق بعد الرقم المحدد لعدد السكان الحالي وذلك لاعتبارات عديدة ومعاني ودلالات يحملها في طياته ويشير إليها بوضوح لا يبقل اللبس ولا التجاهل. وأضاف أنه باستطاعة كل من تابع البيان العام وما تضمنه من أرقام ونسب، أن "يدرك ببساطة وجود رقمين رئيسيين في البيان تدور حولهما كافة الأرقام الأخرى، أولهما ما وصلنا إليه من تعداد في عامنا الحالي 2017 المحدد في 2ر104 مليون نسمة، والرقم الثاني هو كم الزيادة السنوية لهذه الملايين والتي تحددت في نسبة 56ر2 بالمائة طوال الإحدى عشر سنة الماضية"، مشرا إلى أن أهمية هذين الرقمين واضحة حيث أن الأول تتحدد على أساسه كافة الخطط والبرامج المعيشية والتنموية والتصورات المستقبلية، أما الثاني فهو الذي يحدد بقاء الكتلة البشرية الجامعة للشعب أم أنها ستتغير خلال السنوات المقبلة وما يتطلب ذلك من استعداد وتعديل في كافة الخطط والبرامج. وفي الشأن المصري دائما، كتبت (الأهرام) أن مجلس النواب بدأ دورته البرلمانية الجديدة ( أمس ) وسط آمال شعبية عريضة بإقرار قوانين غاية في الأهمية تهم كل المصريين بما يتطلب التعاون الوثيق بين الحكومة والبرلمان، مضيفة أن "المواطن ربما يستعجل البرلمان في إقرار جميع مشاريع القوانين التي تهمه بسرعة، ولكن هذا أمر صعب في ظل كثرة القوانين المعروضة على مجلس النواب مع ضرورة مراجعتها ودراستها وعرضها للمناقشة العامة بما يسمح بإقرارها في الوقت المناسب". وفي الشأن الفلسطيني، نشرت (الجمهورية) مقالا للكاتب ناجي قمحة، أشار فيه إلى أن مصر "نجحت بجهود شاقة في جمع أطراف الانقسام الفلسطيني على مائدة الوحدة الوطنية التي التأمت أمس في قطاع غزة بحضور مصري رسمي، احتفاء ببدء تسلم حكومة الوفاق الفلسطيني مهامها الرسمية من غزة الباسلة في بداية مرحلة تاريخية من نضال الشعب الفلسطيني تطوي صفحة الانقسام وتعزز الوحدة الوطنية التي عملت مصر من أجلها تأكيدا للمصير المشترك بين مصر وفلسطين وإدراكا لحقيقة أن قوة مصر هي قوة النضال الفلسطيني". وفي السعودية، كتبت يومية (الاقتصادية) في افتتاحيتها أن الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بعد غد الخميس إلى روسيا تكتسب أهمية كبيرة بالنظر إلى الملفات الملحة التي ستبحثها ومنها الأزمة في سورية وموقف المملكة منها والذي "يستند إلى حق الشعب السوري في تقرير من يحكمه". وأشارت الافتتاحية إلى أن الملفات الاقتصادية حاضرة أيضا في أجندة زيارة الملك سلمان إلى موسكو في ظل "العلاقات الاقتصادية التي تسير بوتيرة مرضية للجانبين"، مبرزة في هذا السياق التوافق السعودي الروسي في مسألة خفض إنتاج النفط في السوق العالمية بهدف المحافظة على رفع أو ثبات الأسعار المتهاوية. وفي تداعيات إجراء إقليم كردستان العراق للاستفتاء حول مصير الإقليم، شدد مقال في يومية (عكاظ)على أن "ما تبديه أنقرة وطهران من تأييد لحكومة بغداد في إجراءاتها لمقاومة الاستفتاء وإجهاضها لاحتمالات توابعه الانفصالية، ليس غيرة على وحدة العراق وسلامة أراضي العراق، بقدر ما هو أمر ضروري وحيوي واستراتيجي لمستقبل الدولة القومية، في كل من تركيا وإيران". ويرى كاتب المقال أن "الدعم السياسي لبغداد في أزمتها مع أربيل، من قبل أنقرة وطهران، يغطي العجز الظاهر لحكومة بغداد في التعامل مع المشكلة بإمكاناتها الذاتية، كما فعلت مدريد مع برشلونة، مما يضطر الحكومة العراقية للمساومة على سيادتها في التعامل مع المشكلة مع قوى إقليمية، في مواجهة المسألة الكردية المشتركة". وفي الشأن اليمني، ذكرت صحيفة (اليوم) نقلا عن مصادر محلية يمنية أن "تمردا جديدا تقوده قيادات بارزة في حزب المؤتمر الشعبي ضد رغبات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وذلك في سياق ممارسات ميليشيا الحوثي بحق شريكها في الانقلاب، وتهميشها له ومحاولتها الاستحواذ على السلطة الانقلابية في صنعاء، مع تصاعد حدة الصراع بين الطرفين". وبحسب الصحيفة، فإن "رفض القيادات في الحزب الذي يقوده صالح المشارك في الحكومة الانقلابية الجديدة، أرفق بتبرير يتمثل بانعدام الثقة في التزام ميليشيا الحوثي بأي اتفاقات، والتقيد بوقف الانتهاكات والتجاوزات والتطاول على ممثلي الحزب في الوزارات والمصالح الحكومية". وفي قطر، واصلت الصحف المحلية، إبراز مواقف الدوحة من الأزمة الخليجية الراهنة ومن التطرف والإرهاب، واستنكرت الحادث الإجرامي الذي شهدته أمس مدينة لاس فيغاس الامريكية، وتوقفت، من جهة أخرى، عند المناورات العسكرية التي انخرطت فيها القوات القطرية الى جانب قوات أجنبية، وأيضا عند أبعاد وتداعيات تصاعد المد الشعوبي والعرقي وتمظهراته الانفصالية في العالم. واجمعت هذه الافتتاحيات على "التزام قطر بالمواثيق الأممية الداعية إلى تعزيز السلم والأمن الدوليين"، ومن ذلك "موقفها الثابت من مكافحة الإرهاب"؛ باعتباره "ظاهرة عالمية لا ترتبط بمجتمع أو شعب أو دين معين"، وما يتطلبه ذلك من "تعاون دولي، واستراتيجية ملزمة للجميع بهدف التصدي للظروف والأسباب المؤدية له والأفكار التي تبرره". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الراية) أن "المناورات والتدريبات العسكرية المشتركة بين القوات القطرية وكبرى جيوش العالم على مدار أيام الأزمة"، تضمنت رسائل من بينها أن قطر "ستواصل تطوير قدراتها الدفاعية والعسكرية"، وأنها "ليست دولة هامشية في المنطقة"، وأنها "دولة فاعلة في الحرب على الإرهاب وحفظ الأمن والسلم الدوليين"، والأهم من هذه المناورات، براي الصحفية، أن قطر "حريصة على توثيق التعاون مع أعظم جيوش العالم وأقواها، وأنها دولة محبة للسلام". وفي مقال رئيسي بصحيفة (العرب) تحت عنوان "حمى الشعوبية"، اعتبر ماجد محمد الأنصاري، أحد الأكاديميين القطريين، أن ما "بين الأكراد والكتالونيين تتجلى خطورة حمى الشعوبية"، باعتبارها "الشكل السلبي والعنصري من القومية، والانتماء العنصري لشعب معين بشكل يصنع العداوة تلقائيا مع بقية الشعوب"، مستحضرا العوامل الجيوسياسية التي دفعت الى تصاعد حدة اليمين في أوروبا وأمريكا وعززت مطامع أكراد العراق وكتالون أسبانيا، في ما أكد أنه بالنتيجة "خلل جيو-سياسي قد يكون شرارة لصراعات إقليمية خطيرة". وبالأردن، تساءلت صحيفة (الرأي) ما إذا باتت الظروف متوافرة لوقف الحرب في سوريا ؟!، مشيرة في مقال لأحد كتابها إلى أنه إذا كان ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا بأن كافة الظروف باتت متوافرة لإنهاء الحرب في سوريا وإحلال السلام باكتمال مناطق خفض التوتر (...)، فإنه بدون الانتقال سريعا إلى مرحلة الحل السياسي فكل الظروف ستكون مهيأة أيضا لانهيار صيغة خفض التوتر وبالتالي انهيار وقف إطلاق النار الهش والعودة إلى المربع الأول للصراع (...). وأشارت إلى أن الأصل في إنشاء مناطق خفض التوتر أنها صيغة تؤدي إلى وقف دائم وشامل لوقف إطلاق النار لخلق بيئة تؤدي إلى الحل السياسي وتسهله، ولم تكن الفكرة بأي حال أن تكون هذه المناطق غاية بحد ذاتها بل هي وسيلة لغاية وقف الصراع وخلق سورياالجديدة وبناء نظامها السياسي وعودة أهلها المشردين واللاجئين والنازحين والبدء بإعادة الإعمار، ودون ذلك، تقول الصحيفة، فإن المسألة تبدو أنها تكرار للاخفاق وتتلوها حلقة جديدة من الحلقات المدمرة للصراع في سوريا. وفي السياق ذاته، وعلاقة بموضوع اللاجئين السوريين، كتبت صحيفة (الغد) أن بعض الأطراف السورية والدولية، لا تكتفي بتحميل الأردن مسؤولية اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيه، بل تتعدى ذلك لتشمل الحماية أيضا النازحين داخل سورية أيضا!، مشيرة إلى أن قصة مخيم الركبان مثال حي على التعامل غير المنصف حيال الأردن. واعتبرت أن الأردن ليس مسؤولا عن الوضع الإنساني في المخيم، مشيرة إلى أنه ينبغي على الحكومة الأردنية أن تكون صريحة في موقفها بهذا الشأن، وإبلاغ المنظمات الدولية بضرورة التنسيق مع الحكومة السورية لتأمين المساعدات لمواطنيها في الركبان، وتسهيل عودتهم لأماكن سكناهم الأصلية. واعتبرت أن مسؤولية الأردن تنحصر في رعاية اللاجئين على أراضيه، لحين عودتهم لديارهم (...)، أما أن يتعدى دوره لرعاية اللاجئين في الخارج فهذا ما لم تقبل حتى الدول الغنية القيام به. وفي الشأن الفلسطيني، وخاصة موضوع المصالحة الفلسطينية، كتبت صحيفة (الدستور) في مقال أنه ثمة مصاعب عديدة ما زالت تعترض طريق المصالحة وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، مشيرة إلى أن بعضها سيخضع للحوار قريبا في القاهرة، وبوساطة مصرية نشطة، وبعضها سينجز وقد تسهل تسويته. لكن بعضها الآخر، تضيف الصحيفة، سيحتاج إلى وقت وعناء وجهد، وربما لا تجري تسويته على موائد الحوار والتفاوض، بل سيترك إلى عامل الزمن. وأشارت إلى أنه يجب على القوى والفصائل الفلسطينية المختلفة، أن تجعل من فرصة المصالحة وسيلتها لاستنهاض دورها وتحريك الطاقات الكامنة لدى جمهورها وأعضائها، مضيفة أن مثل هذه اللحظة لا تتكرر كثيرا، وما ينطبق على قطاع غزة، ينطبق بالقدر ذاته على الضفة الغربية. وبلبنان شكلت المصالحة الفلسطينية، والإرهاب الذي يضرب عددا من البلدان أبرز اهتمامات الصحف، حيث كتبت يومية (الأخبار) في الشأن الفلسطيني، أنه رغم التصريحات الإيجابية التي أطلقها طرفا الانقسام الفلسطيني في الآونة الأخيرة، فإن الواقع وإتمام المصالحة ليسا بالأمر السلس والسهل المنال، مبرزة أن "الملفات الصدامية مثل حل أجهزة الأمن الداخلي (التابعة لحماس)، وعودة عمل جهاز الأمن الوقائي (التابع للسلطة) في غزة، لم تناقش بعد، وقد تهدد إتمام المصالحة بسبب تعقيدها". وعلى المستوى الدولي أبرز صحيفة (الجمهورية) المشهد الإرهابي الذي "حول العالم في الأيام الأخيرة إلى ما يشبه مسرحا متنقلا لعمليات إرهابية تضرب عمق بعض الدول الكبرى وتوقع المئات بين قتيل وجريح"، مشيرة إلى أن مدينة لاس فيغاس السياحية في الولايات المتحدة الأميركية تحولت في لحظات إلى ساحة لمجزرة رهيبة راح ضحيتها 58 قتيلا وأكثر من 500 جريح، بينما تطرقت يومية (الديار) إلى التفجير الإرهابي الذين هز أحد أحياء دمشق، والذي خلف قتل 19 شخصا وإصابة 20.