انطلقت أمس الجمعة بقصر الباهية، بالمدينة العتيقة بمراكش، أشغال حفل تكريم للكاتب الإسباني خوان غويتيسولو، ينظمه معهد سيرفانتيس والسفارة الإسبانية بالمغرب، بمساهمة من وزارة الثقافة والاتصال وولاية جهة مراكش-آسفي والمجلس الجماعي. وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا الحفل التكريمي، الذي حضره مجموعة من الكتاب والمثقفين، وأصدقاء الراحل المغاربة والإسبان والفرنسيين، بإلقاء كلمات في حق الفقيد ركزت على ما ميزه قيد حياته من خصال حميدة ومواقف حكيمة، كما تطرقت لمناقبه وتأثيره في الأدب العالمي، إضافة إلى تعلقه بمدينة مراكش ودفاعه عن ساحة جامع الفنا، التي يعود الفضل إليه في تصنيفها كتراث شفوي للإنسانية من طرف منظمة "اليونسكو". وفي هذا الإطار قال محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، إن الراحل خوان غويتيسولو ظل منتصرا للقضايا الإنسانية الكونية العادلة، انطلاقا من كوسوفو إلى فلسطين، مدافعا عن أفقها الإنساني والتاريخي المشروع، ووفيا لبلده إقامته الثاني المغرب، إلى درجة أصبح اسمه مرتبطا بمدينة مراكش، التي استطاع أن يربطها بالعالمية، وذلك من خلال كتاباته المثيرة للجدل التي ترجمت إلى العديد من اللغات العالمية. وأشار الأعرج إلى أن الروائي الإسباني الراحل كان له كذلك ارتباط عضوي بساحة جامع الفنا، إذ أعلن نفسه مدافعا عنها وعن الثقافة الشعبية، وخاض معارك على مستوى الكتابات لإقناع المفكرين والأدباء وأعضاء لجنة منظمة "اليونيسكو" بالاعتراف بالساحة سنة 2002 كتراث شفوي إنساني عالمي. من جانبه، أكد سفير إسبانيا بالمغرب، ريكاردو دييز هوشلايتنر رودريغيز، أن الكاتب والروائي الإسباني خوان غويتيسولو كان رمزا للحوار والتحالف بين الحضارات وجسرا بين الشرق والغرب، واختار الإقامة بمدينة مراكش التي كان فاعلا مدافعا عنها وعن إرثها الشفوي، ومعرفا بساحة جامع الفناء وروادها، ما جعله يخصص مجموعة من الأعمال الروائية الشهيرة للساحة والمدينة. وأشار المدير العام لمعهد سيرفانتيس، خوان مانويل بونيت، إلى أن الراحل غويتيسولو يعد حسب العديد من الكتابات النقدية واحدا من التجليات الموريسكية الفريدة في الثقافة الإسبانية؛ فهو لا ينفك يعلن أهمية الثقافة العربية في تكوينه، إذ أصدر العديد من الأعمال التي تعبر عن هذا الامتزاج الثقافي بين الثقافتين الإسلامية والإسبانية لديه. وكان الراحل، الذي توفي شهر يونيو الماضي بمنزله بدرب سيدي بولفضايل بحي القنارية، بالمدينة العتيقة لمراكش، عن عمر يناهز 86 سنة، ولد في برشلونة سنة1931، واستقر بمدينة مراكش منذ سنة 1975، بعد زيارته إلى مدن مغربية عديدة، كطنجة والعرائش، ليكتشف ساحة جامع الفنا التي أصبحت عشيقته؛ وتعلم اللغة العربية العامية في مقاهيها، من قبيل ماطيش وساتيام وكافي فرانس، معلنا نفسه مدافعا عن الثقافة الشعبية المغربية.