نظّمت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي بالمغرب، اليوم الخميس، حفلاً بمناسبة مرور 50 سنة على برنامج المتطوعين، الذي أطلقته في شتنبر من عام 1967؛ وذلك بحضور كل من تاكوجي هاناتاني، سفير اليابان بالرباط، ومونية بوستة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية المكلفة بالتعاون الدولي، وعدد من المتطوعين. وكان ستة متطوعين من اليابان قد وصلوا إلى المغرب في ال21 شتنبر من عام 1967، للمساهمة في أنشطة مختلفة في عدد من المدن من أجل المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمغرب. وقد بلغ عدد المتطوعين، إلى حد اليوم، إلى 1131 يابانيا ويابانية. وقالت نوريكو سوزوكي، نائب المدير التنفيذي للوكالة اليابانية للتعاون الدولي بالمغرب، إن العمل التطوعي الذي شارك فيه اليابانيون بالمغرب همّ بالأساس العالم القروي، حيث أسهموا في تشجيع إنشاء مقاولات صغيرة وقدموا أفكاراً من أجل تنمية المنتجات التقليدية. كما شمل العمل التطوعي للوكالة اليابانية بالمغرب الجانب الصحي، خصوصاً صحة الأم، إضافة تشجيع الرياضة في مختلف المدن. وأبرزت سوزوكي أن المتطوعين كانوا أمام تحديات كبيرة للعمل في المغرب، خصوصاً في ظل اختلاف الثقافة والتقاليد بين البلدين. ومن جهتها، أشارت الوزيرة مونية بوستة، في كلمة ألقتها في هذا الحفل، إلى أن حصيلة العمل التطوعي للوكالة اليابانية في المغرب دليل على علاقات الصداقة المتينة التي تربط العائلة الملكية المغربية والعائلة الإمبراطورية اليابانية. وأوضحت الوزيرة أن عمل الوكالة يشكل وسيلة مهمة أسهمت في تقوية التعاون بين المغرب واليابان في مجال التنمية، وقالت إن حصيلة العمل التطوعي الياباني إيجابية وكان لها أثر كبير على الساكنة المغربية طيلة نصف قرن من الزمن. وقالت مونية إن المغرب استقبل، بفضل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، حوالي 1900 متدرب من 28 دولة إفريقية، تلقوا تكوينات في مختلف المجالات خصوصاً الصيد البحري والفلاحة والماء الصالح للشرب والتطهير السائل. من جهته، أوضح تاكوجي هاناتاني، سفير اليابان بالمغرب، في كلمة ألقاها خلال الحفل، أن هذا العمل التطوعي الذي سهر عليه الآلاف من اليابانيين أسهم في تقوية العلاقات الجيدة بين المغرب واليابان، مشيراً إلى أن أول المتطوعين الذين حلوا بالمغرب عملوا في كل من مراكش وتطوان وفاس والقصيبة. وأشار السفير قائلاً: "صحيح أن المغرب واليابان متباعدان جغرافياً؛ لكن أنشطة المتطوعين اليابانيين جعلت المغاربة يشعرون بأنهم متقاربون مع بلدنا"، مضيفاً أن المغرب كان الدولة الثامنة على المستوى الدولي الذي وافقت على استقبال المتطوعين، الذين باتوا اليوم يقدرون ب1131 متطوعا يعملون في مجالات مختلفة؛ منها الفلاحة والصيد والتعليم والصحة والبنيات التحتية والبيئة والتنمية القروية والثقافة والرياضة. وخلال نصف قرن من العمل بالمغرب، منحت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، التي ترفع شعار "دعونا نقود العالم بكل ثقة"، حوالي 24,64 مليار درهم على شكل قروض، إضافة إلى 2,53 مليار درهم على شكل هبات. أما على مستوى التعاون التقني، فقد استفاد 1672 مغربيا من تكوينات في اليابان بما قيمته 3,24 مليارات درهم. وتقوم فلسفة برنامج متطوعي الوكالة اليابانية للتعاون الدولي على تحسين المعارف والمهارات التقنية وتبادل تجارب المتطوعين لفائدة السكان المحليين في البلدان النامية، عبر مشاركة المتطوعين لهم في حياتهم. ويوجد صنفان من المتطوعين: صنف الشباب وكبار السن، يمضون مهلة طويلة الأمد تصل إلى سنتين، ومهمة قصيرة ما بين شهر واحد و10 أشهر.