نجح الوداد الرياضي البيضاوي في التأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا بعدما انتزع الفوز من نادي "ماميلودي صنداونز" الجنوب إفريقي، برسم إياب دور ربع النهائي من المسابقة نفسها، مساء اليوم السبت على أرضية ملعب كرة القدم في مجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، بنتيجة 1-0 التوقيت الأصلي و(3.-2) بركلات الترجيح، عقب انتهاء لقاء الذهاب بهزيمة الفريق المغربي بهدف نظيف. الجنوب إفريقيون اختاروا خوض المواجهة بنفس هجومي واضح منذ البداية، إذ لاح هذا النسق من خلال انسلال نفذه اللاعب بيرسي تاو أمام دفاع بيضاوي نجح في إخراج الكرة إلى ركلة زاوية، في الدقيقة الخامسة من عمر التنافس. كما حاول المهاجم نفسه اختبار الحارس زهير لعروبي بتصويب نحو المرماه، لكن حكم المواجهة استبق ذلك بصافرة أعلنت تواجد هداف الضيوف في وضع تسلل. التشكيلة الودادية حاولت امتصاص حماسة "صنداونز" برفع نسبة الاستحواذ على الكرة، والاعتماد على اختراق دفاع الخصوم بتجاوز ظهيرهم الأيسر، لكن أول فرصة ودادية واضحة لاحت في حدود الدقيقة 11 من خلال انفراد نيكاز دُوَا بالحارس؛ مع فشل لاعب الWAC في وضع الكرة داخل الشباك. كما فشل "الإيفواري الودادي" نفسه في استغلال تمريرة من زميله إسماعيل الحداد، خلال الدقيقة 16، مضيعا فرصة التهديف على ناديه المغربي. مسلسل إهدار فرص التسجيل الودادية استمر مع اللاعب نصير في الدقيقة ال22، حين استلم الكرة أمام مرمى "صنداونز" دون نجاح في تفادي تسديدته أبدان المدافعين، إضافة لتسديدة بنشرقي التي تركزت على كرة مرتدة، في الدقيقة 23، واعتلت عارضة النادي القادم إلى الرباط من جنوب إفريقيا. الدقيقة 26 حملت فرحة مغربية بهدف ودادي من توقيع المدافع صلاح الدين السعيدي، بعدما قرر الصعود لدعم المهاجمين، واستثمر تمريرة من الجناح الأيمن أوناجم، واضعا الكرة على يسار أونيانغو، حارس مرمى الجنوب إفريقيين الذي اتجه عكس الجهة التي اختار السعيدي وضع الكرة فيها. لتنطلق في المدرجات احتفالية أنصار الوداد التي كان بالإمكان أن يؤججها بنشرقي، في الدقيقة 30، لكنه أخطأ مرمى "صنداونز" بتسديدة من على بعد أمتار قلائل عن المرمى. الهدف الودادي نجح في رفع منسوب الثقة لدى لاعبي الفريق المغربي، بعدما مكنهم من تجاوز الحاجز النفسي الذي خلقته هزيمة الذهاب بهدف نظيف، لكن فلاح الفريق البيضاوي في هز الشباك لم تنل من حماسة "صنداونز" الذي استمر لاعبوه في محاولاتهم لاختراق خطّي الوسط والدفاع الخاصين بالWAC، باحثين عن هدف خارج القواعد خلال باقي أطوار الشوط الأول؛ لكن الحكم علي المغفري أرسل اللاعبين إلى مستودعات الملابس، بحلول منتصف المباراة، وسبورة النتيجة ترسم حصة 1-0. بداية الجولة الثانية كانت معاكسة لما عرفه الشوط الأول بعدما ارتأى الوداد أخذ زمام المبادرة بالضغط على خصمه، لكن الخطورة تبدّت جنوب إفريقية من رجل المهاجم مانيزا الذي وجد نفسه وحيدا أمام مرمى لعروبي، في الدقيقة 51، لكن تعامله مع التمريرة التي تلقاها من الجناح الأيمن غلّب القوة على التركيز، لتنأى الكرة بسنتيمترات عن شباك الوداديين. إيقاع المباراة أخذ في التسارع ببحث طرفيها عن هدف يميل الكفة، وكانت فرصة خطيرة للاعب المغربي الحداد، بتسديدة قوية من على بعد 13 مترا عن مرمى "صنداونز"، لكنها ارتقت عن العارضة بقليل، بينما أخذ خط هجوم النادي الجنوب إفريقي في التساقط أمام خطة التسلل التي لجأ إليها الوداد للحد من خطورة الضيوف، من جهة، وأمام يقظة المدافعين النقاش والسعيدي، من جهة أخرى، المواظبين على إحباط محاولات إمداد مهاجمي الضيوف بكرات خطيرة. وحاول لاعبو الوداد إحراز هدف ثان، لكن النسق الدفاعي الجيد للجنوب إفريقيين، وتسرع النادي البيضاوي في التعامل مع الهجمات، مع بروز العياء على لاعبيه في الخطين الأماميين، لم يسعف ممثل الدارالبيضاء والمغرب في "تشامبيانزليغ إفريقيا" ضمن مطامحه لحسم المواجهة قبل انقضاء زمنها الأصلي. بينما الحسم كاد أن يكون ل"صنداونز"، في الدقيقة 92، حين اقتنص مهاجموه خطأ على بعد 19 مترا عن مرمى زهير العروبي، لكن الحارس الودادي أفلح في الإمساك بالكرة قبل استقراره أعلى الجهة اليمنى من عرينه. قوانين الكنفدرالية الإفريقية الخاصة بالمسابقة أملت مرور الوداد الرياضي و"صنداونز" الجنوب إفريقي، بشكل مباشر، صوب ضربات الحظ الترجيحية وعدم خوض الأشواط الإضافية، ما نجح في إمالة كفة نادي الوداد بحصة (3-2)، بعد إضاعة الخصم 3 ركلات، وعبوره إلى المرحلة الموالية من التنافس في دوري أبطال القارة الإفريقية.