حجّ مفكّرون ومثقفون وضيوف إلى مدينة خريبكة، عشية الجمعة، قادمين إليها من فلسطين ولبنان وسلطنة عمان ومصر وليبيا وتونس والجزائر وموريتانيا والسودان ونيجيريا وغانا، من أجل المشاركة في الملتقى الخامس للثقافة العربية، وتكريم روح المفكّر المهدي المنجرة، الذي تم اختياره شخصية للدورة الحالية المنظمة من طرف منتدى الآفاق للثقافة والتنمية على امتداد ثلاثة أيام. وقالت ياسمين الحاج، رئيسة منتدى الآفاق للثقافة والتنمية، خلال حفل افتتاح الملتقى الخامس للثقافة العربية، إن "المنتدى يتشرف بتكريم الراحل المهدي المنجرة، باعتباره عالما ومفكرا جليلا في العلم والفكر في العالم بأسره، استطاع أن يراكم بأبحاثه القيمة علما رصينا ونافعا وجديرا بالدرس والمتابعة والتطبيق، ويستحق أكثر من تكريم وتشريف في صلب ملحمة الإبداع والتفوّق العلمي". وإلى جانب وصلات فنية متنوعة، عرف حفل الافتتاح عرض شريط وثائقي عن الدورات السابقة لملتقى الثقافة، وشريط آخر عن حياة المفكر المهدي المنجرة، قبل أن يتم تكريم روحه اعترافا بما أسداه للفكر العربي. كما تم تكريم كل من الدكتور عبد الصمد الأزهري، ابن مدينة خريبكة، باعتباره أول إفريقي يُتوّج بميدالية الشرف من الفيدرالية الدولية لجراحة الدماغ، والفاعلة الجمعوية خديجة حجوبي، تثمينا لمسارها الحقوقي والجمعوي والتضامني. وكان من اللافت خلال حفل الافتتاح تقديم كلمة من طرف الدكتور عبد الصمد الأزهري، خاصة حين أشار إلى أن مدينة خريبكة تعني له الشيء الكثير، ويتمنى أن تُشيّد بها إحدى كليات الطب، لكي يشتغل فيها بالمجان، ويقدّم بها ما راكمه من علوم مكّنته من التتويج بميدالية الشرف من الفيدرالية الدولية لجراحة الدماغ، إلى جانب أربعة أطباء فقط على المستوى العالمي. تجدر الإشارة إلى أن منظمي الملتقى سطّروا برنامجا ثقافيا متنوعا، يشمل أنشطة عامة عبارة عن معرض في الفن التشكيلي للفنانيْن محمد الرجاوي وحسن البسطاوي، ومعرضا للصناعة التقليدية والمنتوجات المحلية، وندوات فكرية، وأمسيات شعرية وفنية، ورحلات سياحية. وحسب برنامج التظاهرة الثقافية، سيتم خلال أيام الملتقى تنظيم أمسية شعرية بمشاركة شعراء من دول عربية مختلفة، وعرض شريط وثائقي للمفكر المهدي المنجرة من إخراج عز العرب العلوي، وندوة خاصة بفكر الراحل، وأخرى حول "التنوع الثقافي في خدمة التكامل الإفريقي العربي". كما سيتم تنظيم خرجة للتعريف بالتراث المغربي، في إطار فعاليات مهرجان التبوريدة بئر مزوي، تتخلّلها وصلات فنية ومداخلات وقراءات شعرية من مبدعين مغاربة وأجانب، وتكريمات، وتوزيع الشهادات التقديرية، مع تنظيم رحلة سياحية لفائدة المشاركين إلى عين أسردون بمدينة بني ملال وأماكن أخرى مجاورة.