قال عبد الوهاب الرامي، الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، مساء اليوم، إن قصيدته "يا صانع الأخبار"، التي كتبها ونشرها مباشرة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "جاءت لتعالج مسألة أخلاقيات مهنة الصحافة والإعلام، وتشمل مسألة نشر المعلومات من داخل الإدارات والمؤسسات الحاضنة للصحافي الناقل للمعلومة". وعن الأسباب التي دفعته إلى كتابة قصيدته، يضيف الرامي في حديث مباشر له بمركز هسبريس للدراسات والإعلام: "كتبتها بشكل مباشر على "فسبوك" قصد معالجة أخلاقيات المهنة، لكنها تجاوزت ذلك لتشمل مسألة نشر المعلومات من داخل الإدارات التي تمثل المواقع الإلكترونية وغيرها من المؤسسات الإعلامية". ولم يفوت الرامي في حواره فرصة الحديث عن بعض التجاوزات التي أصبح الإعلام الرقمي يشهدها، قائلا: "نشر الأخبار الكاذبة أمر يمس بالمهنة برمتها، فهو يتفاقم ليشمل الصحافة الإلكترونية عامة، كفضاء يمتزج فيه الجد بالهزل. والقصيدة جاءت بمثابة جرس منبه إلى مساءلة أخلاقيات المهنة". الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال أضاف: "القصيدة تسلط الضوء على حرية النشر، وحرية البحث عن الحقيقة، وحرية التعبير على مستوى الفضاء العام، كما تعالج أخلاقيات المهنة التي تشمل الصحافي والمؤسسة المشغلة.. فإذا كانت المؤسسة لا تحترم أخلاقيات المهنة فهي تمس بشكل مباشر بالصحافي الذي يمثلها". وبخصوص اختياره قصيدة شعرية لمعالجة هذا الموضوع، يضيف الرامي: "اخترت قصيدة شعرية لإيصال هذه الفكرة بأبيات سريعة سهلة الحفظ؛ ومن هذا المنطلق كتبتها في البحر السريع؛ وذلك من باب التواصل، لأنه قلما تطرق الشعر العربي إلى مشاكل مهنة الصحافة في أبيات شعرية، بالإضافة إلى حملها هما بيداغوجيا". وزاد المتحدث ذاته: "ربما يبدو أن الحديث عن أخلاقيات المهنة من خلال الشعر لا يستقيم، لكني حاولت التأكيد على ضرورة البحث عن الحقيقة، وعدم الارتشاء ونشر الأخبار قبل التحقق من مصداقيتها". "لقد أصبحت المؤسسة الإلكترونية مسؤولة أخلاقيا وبشكل مباشر عن "التدوينات" ومقالات الرأي والتعاليق التي تأتيها من الجمهور، ولا بد من الحكم فيها وكشف الحقيقة للمواطنين، لأن غاية وسائل الإعلام هي البحث عن كل ما يروج داخل المجتمع، والبحث عن الحقيقة هو هم الصحافة الأساسي"، يقول عبد الوهاب الرامي، الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط. وأشار الأستاذ الرامي إلى أنه يستعد لإصدار قصيدة ثانية تعالج موضوع الإشاعة، قائلا: "هذا التجاوب يدفعني إلى كتابة قصيدة ثانية تتحدث عن الإشاعة؛ لأننا نعيش على مستوى نشر الكثير من الإشاعات التي ينسجها الجهل وحماقات بعض الأشخاص الذين ينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي. وهنا يبرز دور الصحافي في التأكد ونشر المعلومة الصحيحة وفرز الأخبار التي تستحق". وفيما يلي نص قصيدة الأستاذ عبد الوهاب الرامي التي اختار لها عنوان "صانعُ الأخبار"، ونشرها على صفحته الخاصة في "الموقع الأزرق"، لعلها تكون درسا مفيدا لممارسي مهنة "صاحبة الجلالة"":