قررت الهيئة القضائية بالمحكمة الابتدائية بالرباط، اليوم الثلاثاء، تأخير ملف محاكمة الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان إلى يوم الثلاثاء 26 شتنبر الجاري. وجرى تقديم مليكة مزان في حالة اعتقال، اليوم الثلاثاء، أمام النيابة العامة، وإحالتها على الجلسة ومتابعتها بتهمة التهديد بسبب نشرها "فيديو" تهدد فيه العرب بالذبح دعماً للأكراد. وقال المحامي محمد ألمو، الذي تولى الدفاع المتابعة، إنه تقدم بملتمس السراح المؤقت لمليكة مزان، لوجود ضمانات قانونية للمتابعة في حالة سراح. وعلمت هسبريس أن مليكة مزان دافعت أمام المحكمة عن مواقفها التي تعبر عنها في صفحتها على "فيسبوك"، ونفت البعد الجرمي عما أوردته في "الفيديو" الذي خلق الجدل. وجرى اعتقال مزان الأحد الماضي، بعد أن نشرت "فيديو" في صفحتها على "فيسبوك"، هددت فيه ب"العنف في حق العرب في شمال إفريقيا في حال لم يتمكن الأكراد من تأسيس دولتهم بعد الاستفتاء المرتقب". وتُقدم مليكة مزان نفسها كشاعرة أمازيغية علمانية وصديقة كبيرة للشعب الكردي، وكثيراً ما خلقت الجدل بمواقفها الجريئة بسبب دفاعها عن الأمازيغية في المغرب، كما تتابع بشكل كبير مستجدات إقليم كردستان الساعي إلى الاستقلال عن العراق. وتضمن "الفيديو" الذي بثته مزان بتقنية المباشر على "فيسبوك"، الأسبوع الماضي، تهديداً لعرب العراق قائلة: "إذا ما واصلتم رفضكم قيام للدولة الكردية، كونوا على يقين أننا الشعوب الأصلية في شمال إفريقيا سنقوم بطرد العرب ليعودوا إلى أرضهم من حيث أتوا". ولقي هذا "الفيديو" انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أعيد نشره على موقع "يوتيوب"، وبلغ عدد المشاهدات مئات الآلاف؛ وأضافت مزان فيه مخاطبة العرب: "شعبنا الأمازيغي سيعمل فيكم فتنة، سنذبحكم واحداً واحداً يا عرب، خصوصاً الخليجيون، لأنكم أفسدتم الحياة عندنا في المغرب". ودعت مزان، التي كانت في حالة هستيرية في "الفيديو"، العرب إلى ضمان استقلال الكرديين، وزادت: "كونوا عاقلين واعترفوا بحقوق شعوب الله في الأرض، وبدون عنصرية وطمع، أنتم لا تهمكم وحدة العراق بل تسعون إلى نفط كركوك". وتحاول شقيقة مزان، فاطمة، الدفع بكون مليكة مريضة نفسية لإسقاط المتابعة عنها، خصوصاً أنها تعاني منذ سنوات من مرض نفسي، وتقطن لوحدها في الرباط منذ حوالي عشر سنين، بعد طلاقها من زوجها السابق. وكانت مليكة مزان تشتغل أستاذة للفلسفة، وتحظى بمتابعة كبيرة على موقع "فيسبوك"، وتنشر من حين إلى آخر قصائد بالعربية، وتدافع عن القضيتين الأمازيغية والكردية بشراسة.