اعتاد مصطفى شعبان، الملقب ب"أزناك" وكذا "الربعين"، ترؤس اجتماعات يومية لتنظيم "صقور البيضاء"، الذي يضم 300 من سائقي سيارات الأجرة بمحطة البنزين الشهيرة ب"أزناك" في شارع بوردو بعمالة آنفا بمدينة الدارالبيضاء، لوضع خطط لمحاصرة وحجز سيارات التطبيقات الذكية. دوريات الصقور في شوارع البيضاء تنظيم "صقور البيضاء" استطاع أن يبسط سيطرته على شوارع الدارالبيضاء منذ أزيد من سنة ونصف، حيث لا يتردد في القيام بدوريات يومية منتظمة لاستدراج ومحاصرة وضبط سائقي سيارات نقل الأشخاص العاملة بالتطبيقات الذكية، واستدعاء شاحنات قطر السيارات والتنسيق مع رجال الأمن وتسليمهم لهم، وفق تأكيدات زعماء هذا التنظيم، الذي وضعت في حقهم 22 شكاية أمام النيابة العامة والشرطة دون أن تجد طريقها الطبيعي أمام القضاء،وفق تأكيدات مجموعة من المتضررين من سائقي التطبيقات، الذين التقتهم هسبريس، والذين قالوا إن هذا الأمر يطرح أكثر من علامة استفهام. يفتخر مصطفى شعبان بأن التنظيم الذي يقوده ويعقد اجتماعاته بمحطة الوقود "أزناك"، استطاع في ظرف 18 شهرا الإيقاع بأزيد من 975 سائقا يعملون بشركات النقل عبر التطبيقات الذكية عبر استدراج السائقين عبر هذه التطبيقات ومحاصرتهم بمجرد وصولهم إلى عين المكان أو أثناء عملية نقل الزبناء، يضيف مصطفى شعبان في لقاء مع هسبريس. الشرطة وشكلاطة "أوبير" يتباهى "أزناك" وصديقه "زريقة" وباقي السائقين، الذين حضروا اللقاء الذي عقدوه مع طاقم هسبريس، بطلب من "أزناك" شخصيا، بأن الصقورهم من يعود لهم الفضل في إماطة اللثام عن طبيعة خدمة النقل عبر التطبيقات الذكية، إذ قالا مستهزئين في شريط صورته هسبريس أثناء انعقاد هذا اللقاء: "المسؤولون الأمنيون كانوا يجهلون ماهية وطبيعة هذه التطبيقات واسمي شركتي"أوبير" و"كريم"، وقد عقدنا اجتماعات مع والي الأمن الحالي عبد الله الوردي ورئيس المنطقة الأمنية حميد البحري، اللذين كانا يعتقدان أن "أوبير" شركة لنقل الشوكولاطة". وتابع المتحدثان: "بعد أن شرحنا لهؤلاء المسؤولين الأمنيين ورؤساء الدوائر الأمنية ماهية هذه التطبيقات، والخطورة التي تشكلها على نشاطنا، شرعنا في محاربة نشاط النقل بواسطة التطبيقات الذكية بتنسيق مع الشرطة". أزناك: نعم ال"البراكاج" غير قانوني! لا يتردد زعيم تنظيم "صقور البيضاء"، الذي لم يسبق لسائقي سيارات الأجرة أن تقدموا بأي طلب للسلطات الترابية لإضفاء الطابع القانوني على هذا التنظيم، في الاعتراف بأن استدراج ومحاصرة وضبط سائقي التطبيقات الذكية مسألة غير قانونية، وأنها مهمة يضطلع بها رجال الأمن وضباط الشرطة، مؤكدا رفقة زميله حسن نوشامي أنهم لا يقومون سوى بمساعدة رجال الأمن في ضبط هؤلاء السائقين، الذين يشتغلون ك"خطافة" للمحافظة على مدخولهم اليومي، في ظل قلة عناصر رجال الأمن في مدينة الدارالبيضاء. حسن نوشامي، الملقب ب"زريقة"، الذي اعتبر نفسه صقرا من صقور البيضاء، أكد أن سائقي سيارات الأجرة الثلاثمائة المكونين لتنظيم الصقور تمكنوا من تطوير طريقة عملهم لاستدراج السائقين العاملين في مجال نقل الأشخاص عبر التطبيقات الذكية، والذين يطلق عليهم اسم "الخطافة" من طرف سائقي الطاكسيات". ومع اتساع نفوذ تنظيم الصقور (المعلن من طرف واحد) في شوارع الدارالبيضاء، لم يعد يتردد أصحاب الطاكسيات، التابعون لنفس التنظيم، في ضبط سائقي التطبيقات الذكية بمجرد مرورهم بالشارع العام دون أن يحملوا أي زبون وحجز سياراتهم ومنعهم من التحرك واستدعاء الشرطة لمصادرة وثائق السيارة، وقطرها نحو المحجز البلدي بعد تحرير محضر النقل السري، لكن مع مرور الوقت بدأت الأمور تتطور إلى مواجهات مع هؤلاء السائقين بسبب الحملات الاستدراجية المنتظمة التي شنها صقور البيضاء. صمت الشركات والأمن نقل "صقور البيضاء" مواجهاتهم مع سائقي التطبيقات الذكية إلى مقرات الشركات العاملة في المجال، حيث يؤكد مهدي اليوسفي أنه كان ضحية لهجوم 39 شخصا من تنظيم الصقور،بزعامة "أزناك"، الملقب أيضا ب"الربعين"، على مقر شركة "كريم" الإماراتية، التي التزم مسؤولوها الصمت بشكل غريب منذ بداية الصراع بين الصقور وسائقي التطبيقات الذكية تجاه هذا الهجوم. ويضيف اليوسفي، في تصريح موثق لهسبريس، أن "ما يناهز 40 من سائقي الطاكسيات، بزعامة أزناك،هجموا على مقر الشركة في زنقة أكاديربالدارالبيضاء، وقاموا باحتجازي في إحدى غرف مقر الشركة وسرقوا حاسوبا شخصيا، واعتدوا علي بالضرب، وعندما حضرت الشرطة لم يعتقلوا أيا منهم، رغم أن الأمر يتعلق بجريمة الهجوم على ملك الغير، والقانون واضح في هذا الشأن". وأضاف المتحدث: "استمع إلي رجال دائرة أمن بنجدية، وأخبرتهم بتفاصيل الاعتداء الذي وقفوا عليه شخصيا، لكن لا أعلم لِم لَم يتم اعتقال أيمنهم". اعتداء على السائقات اعتداءات "صقور البيضاء" طال حتى السائقات، والتي أخذت، مؤخرا، شكل تهديدات صرح بها أحد زعماء "صقور البيضاء" في حق نعيمة الرباني، التي قالت إن مصطفى شعبان اتصل بها على هاتفها عبر مكالمة تمكنت من تسجيلها (تتوفر هسبريس على نسخة منها) يهددها فيها بأنه سيدس مخدر الحشيش في سيارتها إن هي واصلت العمل مع شركة التطبيقات الذكية. وقالت الرباني في تصريح موثق لهسبريس: "لقد وجه إلي ألفاظا نابية وسوقية يندى لها الجبين، وهددني بالاغتصاب، وقد خفت على نفسي مما دفعني إلى مغادرة هذه المهنة، ولا أعرف كيف يمكنني أن أتدبر أمري لضمان مدخول قار لأبنائي". اعتداءات على صحافيين تمادي "صقور البيضاء" لم يقف عند هذا الحد، بل امتد إلى القيام بعملية "براكاج" منظمة عن سبق إصرار وترصد في حق صحافي يشتغل بجريدة هسبريس بينما كان يقوم بجولة عمل في سوق الأغنام بالمعرض الدولي، حيث حاصره 15 من سائقي سيارات الأجرة، الذين اجتمعوا في أقل من 10 دقائق بعدما قاموا برصده بعين المكان، الذي لا يبعد عن محطة "أزناك" سوى بنحو 850 مترا فقط،وفق حسابات تطبيق "غوغل مابس". وساهم تدخل أبناء منطقة المدينة القديمة وجمعويون كانوا رفقة صحافي هسبريس، في فك حصار أصحاب الطاكسيات، بزعامة مصطفى شعبان.وانتهى الأمر بالاتفاق على تحديد الساعة الخامسة من مساء نفس اليوم لعقد لقاء مع الجريدة الإلكترونية بعد الحصول على موافقة إدارة التحرير، قصد بسط وجهة نظرهم التي استعرضوها بكل "افتخار!" وتواصلت مساء الثلاثاء الماضي هذه الاعتداءات لتطال صحافيين بمؤسسة "تيل كيل" و"تيليماروك"،تعرضا بدورهما لتعنيف جسدي ولفظي وتهديد ووعيد، انتهى في مقر ولاية أمن الدارالبيضاء بالاستماع إلى المعتدى عليهما وأخد اسميهما، ومغادرة سائقي سيارات الأجرة المنتمين لتنظيم "صقور البيضاء" لمقر الولاية دون أدنى مساءلة، لتتواصل دوريات الصقور في التجول واستدراج السائقين في شوارع المدينة بكل حرية.