اشتكى العشرات من التلاميذ والتلميذات القاطنين بدوار تغزوت نايت مرغاد، التابع للنفوذ الترابي لجماعة تلمي بإقليم تنغير، من غياب سيارات النقل المدرسي، مؤكدين أن غالبيتهم يضطرون إلى التنقل عبر سيارات النقل المزدوج وسيارات "الخطافة" للالتحاق بحجرات الدراسة بكل من ثانوية يوسف بن تاشفين بجماعة امسمرير وإعدادية تلمي. وأوضح التلاميذ المتضررين من غياب سيارة النقل المدرسي والبالغ عددهم حوالي 86 تلميذا وتلميذة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنهم يضطرون إلى قطع المسافة الفاصلة بين منازلهم وبين المؤسستين المذكورتين مشيا على الأقدام لتفادي الغياب والانقطاع عن الدراسة، مؤكدين أنهم يعانون مشاكل كثيرة في ظل غياب أي تدخل من قبل الجهات المسؤولة لإنقاذهم من شبح الهدر المدرسي الذي يهدد العديد منهم، خصوصا الفتيات، حسب تعبيرهم. وعبّر هؤلاء التلاميذ المتضررين عن استيائهم من انعدام النقل المدرسي بالدوار الذي ينتمون إليه، مشددين على أن غيابه بات يثير القلق بشكل جدي مع كل موسم دراسي؛ وذلك في ظل لامبالاة مسؤولي المنطقة بمثل هذه المطالب المشروعة والضرورية لحماية التلاميذ من الهدر المدرسي، مؤكدين أن غياب وسيلة النقل يجعل معاناة الآباء تتضاعف ويضطرون إلى توفير مصاريف إضافية لاستئجار السيارات الخاصة لنقل فلذات أكبادهم إلى المؤسسات التعليمية التي يتابعون فيهما دراستهم الإعدادية والثانوية. موحى، والد أحد هؤلاء التلاميذ المتضررين، تساءل، في تصريح أدلى بها لجريدة هسبريس الإلكترونية، عن كيفية استيعاب هؤلاء التلاميذ لدروسهم في ظل قطعهم لمسافة طويلة للوصول إلى الحجرات الدراسية، خصوصا في الظروف المناخية والطبيعية القاسية التي تتميز بها منطقي تلمي وامسمرير خلال فصل الشتاء، مشددا على ضرورة تدخل كل القائمين على الشأن التربوي بالمنطقة لإيجاد حل آني لهذا المشكل بعد التزايد المستمر لنسبة المنقطعين عن الدراسة وغير الملتحقين بأسلاك الثانوية الإعدادية لإكمال مسارهم التعليمي. وأضاف المتحدث: "زاد مشكل غياب النقل المدرسي، الذي يعانيه أغلب التلاميذ المنحدرين من الدوار سالف الذكر، في تعميق جراح التهميش والإقصاء اللذين تعيشهما المنطقة منذ عقود خلت في ظل غياب أي مشاريع تنموية كفيلة بإخراج الساكنة من عزلتها القاتمة"، مطالبا في الوقت نفسه كلا من السلطات الإدارية الإقليمية ومسؤولي الجماعات الترابية ومجلس جهة درعة تافيلالت والمجلس الإقليمي لتنغير والمديرية الإقليمية لوزارة التربية والوطنية بتنغير بضرورة التدخل من أجل توفير وسيلة لنقل التلاميذ من دوار تغزوت نايت مرغاد في اتجاه إعدادية تلمي وثانوية يوسف بن تاشفين بامسمرير. وحذر آباء وأولياء التلاميذ، الذين سبق لهم أن نظموا وقفات احتجاجية السنة الماضية أمام مقر عمالة إقليم تنغير للمطالبة بتوفير النقل المدرسي لفائدة أبنائهم، السلطات المعنية من التصعيد عبر تنظيم أشكال نضالية متعددة، من أجل رفع الضرر عن تلاميذ يواجهون معاناة جمة في سبيل الوصول إلى المؤسسات التي يتابعون بها الدراسة، مشددين على ضرورة تعزيز أسطول سيارات النقل المدرسي بهذه المناطق بسيارات أخرى لتجنب تعميق الهدر المدرسي.