في ظل غياب أي موقف رسمي، تناقلت وسائل إعلام موريتانية خبرا مثيرا يشير إلى ما وصفته ب"رفض النظام الحاكم في الجارة الجنوبية السفير المغربي حميد شبار، الذي عينه الملك محمد السادس في يونيو الماضي، سفيرا لدى نواكشط"، موردة المبررات التي استند إليها الرئيس محمد ولد عبد العزيز. مصدر من وزارة الخارجية والتعاون الدولي كشف لهسبريس أن "قرار رفض تعيين سفير دولة أجنبية لدى الدولة المستضيفة يعتبر مستبعدا جدا في الممارسة الدبلوماسية والعلاقات الدولية"، مستبعدا القرار الموريتاني، خاصة في ظل عدم صدور أي قرار رسمي من الجانبين، ومشيرا إلى أنه في حالة نشوب توتر بين دولتين "هناك تدابير متعددة، منها التحفظ، ولا تصل إلى درجة رفض تعيين سفير بعينه". وعقب تعيين حميد شبار سفيرا مغربيا جديدا لدى نواكشط، خلفا للسفير عبد الرحمن بنعمر، الذي توفي بسبب المرض في دجنبر الماضي، رحبت موريتانيا بالخطوة، على لسان وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، محمد الأمين ولد الشيخ، مضيفا أن سلطات نواكشط ستعين سفيرا موريتانيابالرباط "في الوقت المناسب". وتناقل أكثر من منبر إخباري موريتاني، وفق ما اطلعت عليه هسبريس، بالاستناد إلى ما وصف ب"المصدر غاية في الخصوصية"، ما يفيد برفض الرئيس محمد ولد عبد العزيز للسفير حميد شبار، مضيفة أن الرئيس الموريتاني "طالب بتعيين شخصية مغربية أخرى غيره". وبررت المصادر ذاتها موقف النظام الموريتاني، غير المؤكد إلى حد الساعة، بأن ولد عبد العزيز يرى "اعتماد شبار سفيرا للمغرب في بلاده أشبه بإعادة عبد الرحمن بنعمر الذي كان تواجده خلال السنوات الأخيرة بنواكشوط أحد أسباب فتور علاقات البلدين"، لتخلص إلى أن هذا التوجه يعد "بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين الرباط ونواكشوط". وشكل التعيين الملكي في يونيو الماضي لحميد شبار سفيرا جديدا للمغرب بموريتانيا حدثا بارزا في الأوساط السياسية والإعلامية بالجارة الجنوبية للمملكة، خاصة وتزامنه مع لحظة توتر عصيبة عاشتها علاقات البلدين شهر دجنبر الماضي، إثر شغور "الكرسي الدبلوماسي" لقرابة ستة أشهر، إثر وفاة عبد الرحمن بنعمر، وهو المسؤول المغربي الذي يوصف بعميد السلك الدبلوماسي المعتمد في الجارة الجنوبية، لمكوثه في المنصب منذ أواسط ثمانينيات القرن الماضي. وفي دجنبر الماضي، اضطر الملك محمد السادس إلى إرسال رئيس حكومة تصريف الأعمال، عبد الإله بنكيران، ضمن وفد رسمي للقاء الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز، رأبا للصدع الذي تسببت فيه تصريحات للأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، مست الوحدة الترابية الموريتانية؛ وهو ما أثار غضبا سياسيا موريتانيا كاد يعصف بالعلاقات بين البلدين، قبل أن تهدأ العاصفة وتعود الأوضاع إلى سابق عهدها. ورغم أن موريتانيا ظلت تستقبل قيادات جبهة البوليساريو الانفصالية في أكثر من مناسبة، ما يثير حنق المغرب، إلا أن الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، يشدد على أن علاقات بلاده مع المملكة المغربية تبقى "جيدة بشكل عام"، وأنه "ليس هناك ما يعكر صفوها"، مشددا في وقت ظل منصب السفير المغربي شاغرا على أن بعثات المغرب وموريتانيا "تمارس مهامها بشكل طبيعي".