الصباحي يسافر بنماذج بشرية في محطاتٍ داخل "حافلة الحياة"

في سفر شبيه بحياة إنسان على متن حافلة، يسافر المخرج عبد الرؤوف الصباحي، من خلال فيلمه "الحياة"، عبر محطات وجلسات شبه مغلقة، تكشف تصورات ومواقف ومرجعيات ثقافية مختلفة للمجتمع المغربي.
واختار المخرج الصباحي أن يكون فيلمه الجديد مختلفا عن فيلمه السابق "الفردي"، إذ يسلط الضوء على مجموعة من المواقف التي تعترض عددا من الأشخاص بأفكار مختلفة، في رحلة يمتزج فيها الفرح بالألم؛ ما نجح في التعبير عنه الفنانون المشاركون في هذا الشريط.
وتدور أحداث الفيلم، الذي تعرضه القاعات السينمائية ابتداء من 27 من شتنبر الجاري، على متن حافلة تعبر عدة مدن مغربية، وتحمل على متنها أصنافا من الأشخاص سمحت لهم الرحلة بنسج علاقات متداخلة في ما بينهم، ومكنتهم من الدخول في تبادلات ومشادات بعضها لطيف، وبعضها طريف إلى حد الصدمة، ولكنها تظل عاكسة لما يمكن أن يحدث أثناء الاجتماع البشري داخل الفضاءات الخاصة والعامة.
ويستقل الحافلة، يوضح المخرج الصباحي: "عدد مختلف من الشخوص، ما يدل على أن الحياة - ومن هنا جاء عنوان الفيلم- في عمقها، سفر مفتوح على كل احتمالات اللقاءات، وأن السفر حياة يصعب على الإنسان التكهن بخباياها، بالاستناد إلى فكرة السفر كفلسفة ناظمة لرؤيته الموضوعاتية والبصرية لأمر في منتهى المغامرة، ولكنه سيحقق الأهم من خلال تلك الرحلة للغنى الرمزي للحافلة، التي يمكن أن تكون معادلة مجازية لفهم المجتمع المغربي إذا تمثلناه فيها".
وتعامل عبد رؤوف الصباحي في "الحياة" مع مجموعة كبيرة من الأسماء الفنية المغربية الحاضرة في الساحة، والتي تنتمي إلى أجيال ومدارس فنية مختلفة، وقال عنهم: "ساهموا بقوة في هذا العمل الذي ينتمي إلى "أفلام الطريق"، وهو صنف شبه جديد على المشهد السينمائي الوطني ويتميز بصعوبته".
يشار إلى أن فيلم "الحياة" من بطولة نخبة من الفنانين المغاربة، من قبيل إدريس الروخ وعز العرب الكغاط ومالك أخميس ولطيفة أحرار وعبد الرحيم المنياري، وسعاد النجار وأسامة بسطاوي وصالح بن صالح وصباح بن الصديق ونسرين الراضي ويونس بنشاقور، ومريم باكوش والمهدي فلان وابتسام العروسي وهاشم بسطاوي وحسن باديدة، وسيناريو محمد منصف القادري ومحمد عهد بنسودة ورؤوف الصباحي، وإنتاج "نيو جينيريشن بيكتشرز" لمحمد الكغاط.
من جهة أخرى، سيمثل فيلم "حياة" للمخرج رؤوف الصباحي المغرب في المسابقة الرسمية للدورة العشرين لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، في الفترة من التاسع إلى السادس عشر من شتنبر المقبل.
وسبق لفيلم "الحياة" أن حاز العديد من الجوائز في عدد من المحافل السينمائية الوطنية والدولية، من بينها جائزة أفضل صورة في الدورة الأخيرة من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وجائزة أفضل فيلم في الدورة الثامنة لمهرجان الفيلم الإفريقي بهيلسينكي بفنلندا، وجائزة بلاتينيوم ريمي لأفضل مخرج أجنبي في الدورة 50 لمهرجان ريمي أوارد بهيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية.