بعدما قضى مدة ثلاث سنوات في إعداده، يستعد المخرج المغربي نور الدين لخماري لإصدار فيلم جديد بعنوان "Burn out" أي "الاحتراق" بالقاعات السينمائية المغربية؛ وهو فيلم يتطرق للمشاكل والصراعات التي يعيشها سكان مدينة الدارالبيضاء. ويعدّ هذا الفيلم تكملة لثلاثية الدارالبيضاء، بعد فيلميه "كازا نيكرا" و"زيرو" اللذين لقيا نجاحا وانتشارا واسعين في السنوات الماضية. كما يصب الفيلم في الاتجاه نفسه، إذ يرصد الفوارق الطبقية والمشاكل النفسية والمجتمعية التي يتخبط فيها سكان العاصمة الاقتصادية للمملكة من تهميش وإقصاء. وعن تفاصيل الفيلم التي تدور أحداثه كلها بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، قال الممثل والمخرج السينمائي إدريس الروخ، الذي يلعب دور رجل سياسة في الفيلم، في اتصال بهسبريس: "يتناول الفيلم، الذي سيرى النور في الأيام القليلة المقبلة، المشاكل الاجتماعية والنفسية والصعوبات المعيشية والإنسانية التي يتخبط بها المجتمع المغربي في السنوات الأخيرة". وحول اختيار فريق العمل تصوير أحداث الفيلم بالدارالبيضاء، يوضح الروخ: "كما يعرف الجميع، فمدينة الدارالبيضاء هي أكبر مدينة تجمع الكثير من الفوارق الطبقية، إذ نجد العائلات البورجوازية والمتوسطة والكادحة؛ الأمر الذي ينتج عنه تهميش وإقصاء الطبقات الكادحة، ويخلق عند هؤلاء عقد نفسية اتجاه الطبقة البورجوازية التي تعيش الرفاهية والهناء أمام أعينهم". وبخصوص أحداث الفيلم الذي يعود من خلاله المتحدث أمام شاشة الكاميرا بعد نجاحه في إخراج عدة أعمال تلفزيونية وسينمائية، يستطرد الروخ، في الاتصال ذاته مع هسبريس: "ألعب دور رجل سياسة مستبد يتخبط في مشاكل نفسية ويعاني من صراع داخلي يحول دون التوفيق بين محيطه العائلي وصراعاته الداخلية". وعن عودته إلى التمثيل من خلاله هذا العمل، يضيف إدريس الروخ: "أحرص على الظهور في أعمال جيدة تضيف شيئا مميزا إلى مشواري الفني، كما أختار بعناية الأدوار التي تحمل إيقاعا عاليا، وهذا ما يدفعني إلى البحث عن شخصيات تظل خالدة في ذهن المشاهد المغربي". وفي سياق متصل، أكد المخرج نور الدين لخمارى، في تصريحات سابقة، أنه أخذ على عاتقه تجاوز الأخطاء التي ارتكبها في فيلميه سالفي الذكر، خاصة ما يتعلق بالعلاقة الإنسانية بين الشخصيات، مشيراً إلى أنه جمع في الفيلم الجديد عدة فئات من المجتمع. وكشف لخماري أنه سيشارك في هذا الفيلم مجموعة من الفنانين الشباب من بينهم أنس الباز، إلى جانب الطفل إلياس الذي يلعب دورا رئيسا في العمل، بالإضافة إلى فاطمة الزهراء الجوهرى ومرجانة العلوي ومحمد الخيارى وإدريس الروخ. وأكد المخرج المغربي أن أحداث الفيلم تدور حول شاب ورث ثروة مهمة عن والده، وطفل يعمل ماسح أحذية، وتتداخل حياتهما مع رئيس مجموعة متكونة من عدة أطفال متسولين، يقوم بتوزيعهم على عدة مناطق من المدينة، للحصول على لقمة عيشه عن طريقهم. يذكر أن فيلم "Burn out" للمخرج نور الدين لخمارى استغرق في تصويره وتنفيذه 3 سنوات، ويكمل من خلاله ثلاثية سينمائية تتناول المجتمع المغربي وصعوبات المعيشة والإنسانية في السنوات الأخيرة، التي بدأها بفيلميه السابقين "كازا نيكرا" و"زيرو"، اللذين أثارا الكثير من الجدل عند عرضهما في القاعات السينمائية المغربية بسبب جرأتهما. ويخوض لخمارى من خلال فيلمه الجديد مغامرة الجمع بين الإخراج وكتابة السيناريو وأيضا الإنتاج، بالتعاون مع شركة الإنتاج "إسفيليكس" الإماراتية؛ وهي الخطوة التي يراهن عليها لإنجاح عمله السينمائي.