تناولت الصحف الصادرة اليوم الاربعاء ببلدان أوروبا الغربية إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ جديد والتحدي الانفصالي بإقليم كاتالونيا ومحاولات إعطاء دينامية جديدة لمسلسل البناء الأوروبي وإشكالية الهجرة واللجوء عبر المتوسط، بالإضافة إلى عدد من المواضيع الوطنية المتفرقة. ففي بلجيكا، ركزت الصحف على إعادة إطلاق المشروع الأوروبي، ومحاربة التطرف في صفوف الشباب وإطلاق كوريا الشمالية مرة أخرى لصاروخ في تحدي جديد للمجتمع الدولي. وأبرزت جريدة (ليكو) تحت عنوان " أوروبا تريد جسرا جويا من أجل اللاجئين " دعوة المفوضية الأوروبية الدول الأعضاء إلى التضامن مع الأفارقة مشيرة إلى أن " ما يقرب عن 37 ألف و700 لاجئ قد يلتحقون بأوروبا عبر الطائرة مباشرة من ليبيا ومصر والنيجر وإثيوبيا والسودان ". واهتمت (لوسوار) من جانبها بلقاء أمس باللوكسمبورغ للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والوزير الأول البلجيكي شارل ميشيل واللوكسبمبورغي كزافيي بيتيل لبحث سبل إعطاء " انطلاقة جديدة لأوروبا "، مشيرة إلى أن هذا اللقاء مكن القادة الثلاث من تأكيد أنفسهم كتحالف جديد داخل الاتحاد الأوروبي. من جانبها، اهتمت (لاديرنيير أور) بالجهود المبذولة لمحاربة التطرف في صفوف الشباب في بلجيكا، مشيرة إلى عزم الحكومة الفدرالية تعزيز مبادراتها في هذا الاتجاه وخاصة في بلدية مولنبيك التي انطلق منها انتحاريو هجمات باريس في 2015. وركزت (لاليبر بلجيك) على التحدي الكوري الشمالي بعد تجربة صاروخ جديد عبر الأجواء اليابانية والذي وصفته ب"التهديد الخطير " داعية إلى مزيد من الضغوط على بيونغ يونغ بعد هذا الحادث الاستفزازي. وفي ألمانيا، ركزت الصحف اهتمامها على المؤتمر الصحفي السنوي الذي عقدته أمس المستشارة الالمانية انغيلا ميركل واطلاق كوريا الشمالية لصاروخ بالستي عبر أجواء اليابان. واعتبرت صحيفة "نورن بيرغر تاغريشتن" أن ميركل ليس لديها مخطط واضح بالنسبة للمستقبل، وتحاول تدبير حاضرها، وهو ما يعتبر كافيا بالنسبة للكثير لانهم لا يريدون التعرض لمخاطر والاثار الجانبية لسياسة أخرى. وكتبت "فرانكفورتر الغماينو تسايتونع" أن رئيسة الاتحاد المسيحي الديمقراطي ميركل لم تحمل أي شيء جديد خلال مؤتمرها السنوي، مضيفة أنها عندما تحاول أن تفسر أكثر فانها تبدو "بدون إحساس ورصينة وبدون بديل". من جانبها، لاحظت صحيفة "لاوزتسر راند شاو" أن المناخ السياسي الراهن يمكن تفسيره في رغبة الناخبين في الامن والاستمرارية، الا انها اعتبرت ان هذا الوضع لا يمكن ان يستمر الى الابد. ومن جهت أخرى ، كتبت صحيفة "مانهايمر مورغن" أن إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي يعتبر من وجهة نظر الرئيس الكوري المعزولة "رد فعل معتدل، منطقي وحتمي على المناورات الحالية للولايات المتحدة مع حليفها كوريا الشمالية واستراليا". وفي إسبانيا، توقفت الصحف عن آخر تطورات التحدي الانفصالي في كاتالونيا على ضوء التصريح الأخير للرئيس الكاتالاني كارلس بيغديمكونت. وتحت عنوان " الرئيس الكاتالاني يريد أن يتوفر على جيش " كتبت (لاراثون) أن بيغديمونت يركز حاليا على مسألة الدفاع مشيرة إلى أن هذا الأخير أكد أمس الثلاثاء على أنه "لا يمكن تصور كاتالونيا مستقلة من دون جيش ". وذكرت (آ بي سي) أن حكومة إقليم كاتالونيا تحضر لقانون الانفصال عن إسانيا من خلال مرسوم بدل عرضها التصويت أمام البرلمان خوفا من إقالة محتملة للمسؤولين في الجهاز التنفيذ الإقليمي من مهامهم. أما (إل باييس) فأبرزت طلب الحزب الشعبي الدعم الكامل من الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني من أجل قطع الطريق أمام التحدي الانفصالي. واهتمت الصحف الفرنسية بافتتاح الرئيس الفرنسي لندوة السفراء والتي كشف خلالها عن الخطوط العريضة لسياسته الخارجية، وبالدخول المدرسي. وكتبت (لوفيغارو) أن إيمانويل ماكرون قدم بتفصيل رؤيته للعالم والدور الذي يجب أن تضطلع به فرنسا على الساحة الدولية حتى يكون صوتها مسموعا وقادرة على فرض نفسها في نظام عالمي يعيش على إيقاع الاضطرابات. واعتبرت أنه منذ وصول ماكرون إلى الإيليزي " اختفت الطابوهات والإيديولوجيات والغموض من السياسة وأعطى نفسا جديدا لخطاباته ومبادراته على المستوى الوطني والدولي ". من جانبها، أكدت (ليبيراسيون) في مقال تحت عنوان " دبلوماسية : إيمانويل ماكرون يأمل في فرض نفسه بالتطرق إلى جميع المواضيع "، أن الرئيس الفرنسي أراد العمل بمبدأ " لا يمين ولا يسار " التي روج لها في حملته الانتخابية والتي تقوم على ضرورة الحوار مع الجميع وبدون طابوهات وعدم التخوف من " التحالفات الظرفية ". وبخصوص الدخول المدرسي، ترى (لوموند) أن عددا من قرارات آخر ساعة قد ميزت الدخول الحالي، مشيرة في هذا الصدد إلى قرار وزير التربية الوطنية جان ميشيل بلانكي المتعلق بالعودة إلى العمل بقاعدة أربعة أيام عمل خلال الأسبوع وبالصفوف ثنائية اللغة في المدارس الإعدادية. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف باستقالة زعيم الحزب العمالي السكتلاندي وهزيمة الجهاديين في لبنان وموقف المستشارة الألمانية المؤيد للاجئين. وكتبت (الغادريان) أن الحزب العمالي السكتلاندي في حاجة إلى زعيم جديد بطاقة جديدة ودينامية وولاية جديدتين. من جانبها، ركزت (الديلي تلغراف) على اندحار جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية شمال شرق لبنان، مما مكن الجيش اللبناني من إقامة، للمرة الأولى في تاريخه، لمراكز في هذه المنطقة المحادية لسوريا. وذكرت بأن تنظيم الدولة الإسلامية ومنافسه تنظيم القاعدة كانا قد سيطرا على جانبي الحدود بين لبنان وسوريا مما دفع بالجيش اللبناني وحزب الله والجيش السوري إلى شن هجوم في 19 غشت لطرد الجهاديين. أما جريدة (الإينديبيندنتي)، فسلطت الضوء على موقف أنجيلا ميركل من اللاجئين، مشيرة إلى أن المستشارة الألمانية تدافع خلال حملتها الانتخابية على استقبال عدد من اللاجئين في 2015 داعية إلى تعاون مع البلدان الإفريقية لمحاربة أسباب الهجرة. واهتمت الصحف الإيطالية بتأزم الوضع الاقتصادي في البلاد، والذي تجلت تداعياته في ارتفاع نسبة الفقر، حيث ذكرت صحيفة "أل منفيستو" استنادا إلى آخر استطلاع للمعهد الوطني للإحصاء (إستات)، بأن عدد الأسر التي تعيش في فقر مدقع بلغ 1600،000أسرة أي ما مجموعه أربعة ملايين و600 ألف شخص. ولمواجهة هذا الوضع، شددت الصحيفة على ضرورة وضع السلطات الإيطالية استراتيجية تروم الحد من الفقر في البلاد واعتماد تدابير اقتصادية واجتماعية جديدة بدلا من الانكباب على تطويق تدفق فقراء العالم. أما صحيفة "لاستامبا" ، فقد أشارت إلى أن مجلس الوزراء الإيطالي وافق بشكل نهائي على مرسوم قانون يحدد إجراءات تقليص نسبة الفقر سيتم تنفيذه اعتبارا من فاتح يناير 2018. وأضافت أن 660 ألف أسرة ستستفيد من هذا المرسوم في مرحلته الأولى، حيث سينتقل الدعم من 190 يورو كحد أدنى إلى 485 يورو كحد أقصى. ودوليا ، علقت صحيفة "لا ريبوبليكا" على أن إطلاق كوريا الشمالية صاروخا باليستيا اخترق المجال الجوي لليابان بكونه "دليل على فشل العقوبات الدولية وفشل حتى منظمة الأممالمتحدة في ردع بيونغ يانغ". وأشارت إلى أن إطلاق الصاروخ أثار استنكار العديد من الدول، لاسيما واشنطن وطوكيو وسيول، حيث اتفق الرئيس الاميركي ورئيس الوزراء الياباني في اتصال هاتفي استمر نحو اربعين دقيقة على زيادة الضغط على كوريا الشمالية. ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء الياباني قوله، إن ترامب كرر "الالتزام القوي للولايات المتحدة، بنسبة مئة في المئة الى جانب حليفتها اليابان بعد هذا التهديد غير المسبوق".