يقترن الاحتفال بعيد الأضحى بكثير من العادات والتقاليد والطقوس التي تميز كل منطقة على حدة، ويتم تحضير وجبات خاصة بالمناسبة من قبيل "المروزية"، و"التقلية"، و"البكبوكة" بالجهة الشرقية، فضلا عن أكلات أخرى تختلف من منطقة إلى أخرى. كما يتم تجفيف اللحم تحت أشعة الشمس، وهو ما يعرف ب"القديد". طرق صحية أخصائية الحمية والتغذية، نورة دوبيز، أفادت بأن ما يطبع تعاطي الأسر المغربية مع عيد الأضحى هو الإسراف في تناول اللحوم، والإفراط في شرب المشروبات الغازية التي تصاحب جل الوجبات للاعتقاد بأنها تسهل عملية الهضم، في حين يتم إغفال تناول الخضر والفواكه. "هذا الوضع يؤدي إلى مشاكل في الهضم تؤثر على العضلات والدورة الدموية والجهاز التنفسي، ما يتسبب في السمنة وارتفاع الكولسترول في الدم، وغيرها من الأمراض، لكون لحم الغنم يحتوي على نسبة مهمة من الأحماض الذهنية"، تقول الأخصائية. وسجلت المتحدثة بعض العادات التي تميز اليوم الأول من عيد الأضحى، وقالت إن "شيَّ الكبد وبعض أعضاء الأُضْحِيَّة طريقة صحية للطهي، وتناول قضبان اللحم المشوي مع كؤوس الشاي لا يؤثر على الحديد ذي الأصل الحيواني، فلا حرج في شرب الشاي بعد تناول الوجبات التي تحتوي على اللحوم"، بتعبير الأخصائية. وأضافت أنه في اليوم الثاني من عيد الأضحى "يتم الفطور بطبق المخ الذي يحتوي على نسبة عالية من الأحماض الذهنية؛ لذا أنصح بأن يتم سلقه قبل طهوه للتخلص من نسبة ولو قليلة من الدهون"، مبرزة أن الأسر المغربية، وحسب التقاليد، تتناول الباقي من لحم الأضحية موزعا على الأيام التالية. وتنصح دوبيز بشيّ اللحم أو طهوه على البخار، وكذا تناول وجبات تحتوي على الخضر والفواكه لاحتوائها على نسبة عالية من الألياف الغذائية التي تسهل عمل الأمعاء، مبرزة ضرورة ممارسة الرياضة، خاصة في الفترة الصباحية قبل الأكل، من أجل التخلص من الدهون والسعرات الحرارية التي اكتسبها الجسم في اليوم السابق. بين الشي والقلي ومن جهتها، توصي أسماء زريول، أخصائية الحمية والتغذية، بإزالة الدهون المرئية من اللحوم، سواء تعلق الأمر بلحوم الغنم أو البقر، وطهوها في الفرن أو على الجمر والاقتصار على كميات قليلة من فترة إلى أخرى. وتنصح الأخصائية مرضى السكري والسمنة والكولسترول بعدم استهلاك أنواع اللحوم المذكورة، ليس لأنها تحتوي على السكريات، كما هو متداول الذي تعتبره المتحدثة خطأً لأن جميع اللحوم خالية من السكريات، وإنما لتوفرها على دهون مشبعة وكولسترول. زريول تدعو مرضى السكري والقلب والضغط إلى تناول لحم الماعز بكمية قلية عوض لحم الخروف، والاقتصار على القليل من زيت الزيتون مع اللحم والنباتات، كالبقدونس والكزبرة وغيرهما من النباتات العطرية والتوابل والبهارات الجيدة، لكونها مواد تساعد على الهضم بشكل أفضل. وتؤكد الأخصائية على ضرورة تناول سلطات الخضر والفواكه خلال أيام العيد بجانب اللحم؛ وذلك تجنبا لحالات الإمساك التي تصيب الناس خلال هاته الفترة بالضبط، مضيفة أنه رغم كل المساوئ التي تصاحب تناول اللحم إلا أنه يبقى مهما للأطفال والرياضيين. وتابعت بأن تناول اللحوم مهم أيضا للأشخاص الذين يعانون من النحافة المفرطة، وكذا المرأة الحامل؛ لأنه غني بالحديد جيد الامتصاص والبوتاسيوم والفيتامينات الذائبة في الدهون، إلا أنه يجب تناول كميات قليلة منه تجنبا لأي أضرار صحية. المتحدثة قالت إن شيَّ اللحم من أفضل طرق الطهي، إلا أنه يجب أن يبقى استثناءً لما له من أضرار صحية على المدى البعيد، كما أن الدراسات الآن تؤكد أن احتراق الفحم أو مكونات الطعام يمكن أن تنتج عنه مواد سامة تنعكس سلبا على صحة الإنسان. أما بخصوص عملية القلي، فتقول أسماء بأنه يجب وضعها في آخر القائمة لما لها من أضرار على جسم المستهلك نتيجة فقدان الطعام المقلي لمكوناته المفيدة كالفيتامينات، مشيرة إلى أن دراسات تؤكد مساهمة الطعام المقلي في السمنة والكولسترول، وكذا التسبب في عسر الهضم.