يحل وزير الداخلية الإسباني، خوان إغناسيو زويدو، بعد غد الثلاثاء بالمغرب، لعقد اجتماع مع نظيره المغربي عبد الوفي لفتيت، لتبادل المعلومات حول التحقيق في الهجمات التي استهدفت كتالونيا قبل أيام. ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" فإن هذه الزيارة هي الثالثة من نوعها للمسؤول الإسباني إلى المغرب؛ إذ سبق أن حل بالرباط بعد توليه منصبه في حكومة ماريانو راخوي، فيما كانت زيارته الثانية خلال شهر يونيو الماضي. ورفع البلدان من مستوى تنسيقهما منذ يونيو 2015 حين وصلت درجة التأهب إلى المستوى الرابع، ونفذا عددا من العمليات المشتركة ضد الإرهاب انتهت بإلقاء القبض على أكثر من 175 شخصاً متطرفاً، بينما أشارت الصحافة الإسبانية إلى أن "هذه الزيارة تظهر أيضاً مستوى العلاقات المتميزة بين البلدين في ما يخص الأمن لمحاربة الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر". وأوردت وكالة "إفي" أن السلطات المغربية اعتقلت ثلاثة أشخاص لهم علاقة بالهجمات في برشلونة وكامبريلس، التي أسفرت عن مقلت 16 شخصاً، بحسب ما صرح به عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، مضيفا أن شخصاً من بين الثلاثة الموقوفين لا يزال معتقلاً، مفيدا بأنه "كان يعتزم تنفيذ اعتداء على السفارة الإسبانية في الرباط". جدير بالذكر أن المشتبه فيهم بخصوص هجوم كتالونيا هم 4 مغاربة؛ موسى أوكبير (17 عاماً) وسعيد علاء (18 عاماً) ومحمد هشامي البالغ من العمر 24 عاماً، وجميعهم من سكان منطقة "ريبول"، إضافة إلى يونس أبو يعقوب، البالغ من العمر 22 عاماً، وكلهم قُتلوا على يد الشرطة الإسبانية. وقبل أيام قرر المغرب، بتعليمات من الملك محمد السادس، رفع درجة التنسيق والتعاون الأمنيين مع إسبانيا؛ وذلك عقب الهجوم الذي تعرضت له مدينة برشلونة وأدى إلى قتل 16 شخصاً في عملية دهس مروعة، كان من بين ضحايا مغاربة أصيبوا بجروح. وقالت الحكومة المغربية، الخميس الماضي عقب اجتماعها الأسبوعي، إن المصالح الأمنية المغربية معبأة من أجل القيام بكل التحقيقات اللازمة، وشددت على "التزام المغرب بإطار التعاون النموذجي والتنسيق الأمني المكثف بتعليمات ملكية مع الجارة إسبانيا". مصطفى الخلفي الناطق الرسمي باسم الحكومة، عقب المجلس الحكومي نفسه، قال: "هناك عمل وهو مستمر وسيتواصل مع الجارة إسبانيا"، مضيفاً أن "محاربة الإرهاب، كجريمة عابرة للقارات، يقتضي تقوية التنسيق والتعاون الأمنيين".