يقترب موسم التخييم من أن يسدل ستاره، قبل نهاية شهر غشت الحالي، ليعود الأطفال إلى أسرهم ومدارسهم، بعد قضائهم لحظات كانت فيها الفرصة سانحة لهم للاحتكاك مع الآخرين من مناطق أخرى، والانخراط في أنشطة تربوية وترفيهية ستساهم في تنمية شخصيتهم. وفي هذا السياق، سيعود 30 ألف شاب من جهة مراكش أسفي استفادوا من خدمات المخيمات الصيفية، المنظمة بمبادرة من وزارة الشباب والرياضة بجهة مراكشآسفي، بعد قضائهم لفترات توزعت على خمسة مراحل صيفية، بمخيمات جبلية وشاطئية. رضوان خيرات، المدير الجهوي لوزارة الشباب والرياضة، أوضح لهسبريس أن هذه المخيمات الصيفية واحدة من أهم أنشطة القرب التي تتوخى تعميم الاستفادة من العطلة على الشباب باختلاف مستوياتهم الاجتماعية، وتروم استثمار وقت الأطفال والشباب داخل المخيم بعيدا عن جو الأسرة والمدرسة، اللذين يتميزان بالإكراه. وأضاف المسؤول نفسه أن المخيمات تشكل فرصة لتعزيز معارف الأطفال، وزرع روح التعاون في نفوسهم، كما تنسيهم مؤقتا مظاهر قسوة الحياة بجهة مراكش أسفي، عبر أنشطة جماعية ذات بعد تربوي وتكويني وفني تمكنهم من التمتع بعطلة مفيدة وهادئة، بعد اتخاذ الاجراءات القانونية المتمثلة في التأمين الصحي الإجباري، وضبط نقل الأطفال عبر انتداب شركات مهنية ومؤمنة. وأورد خيرات أن هذه المخيمات الصيفية، التي نظمت بكل من البدوزة بإقليمآسفي والصويرة، وبجبال إقليمالحوز(توفليحت وسيدي فارس)، إلى جانب أخرى أقيمت بفضاءات مؤسسات تعليمية، تم تجهيزها وتهيئتها لاستقبال الأطفال، تحت أشراف أطر المديرية سابقة الذكر، الذين قاموا بتنزيل البرنامج الوطني الشامل للتخييم، قصد تمكين الأطفال والشباب من الانفتاح على القيم الانسانية المشتركة، والتربية على المواطنة، وصقل مواهبهم الفنية والتربوية، وجعلهم في خدمة التنمية الشاملة للمملكة. وتميزت عملية التخييم هذه السنة بمشاركة أطفال من العالم القروي، أصبحوا يستفيدون من المخيمات الصيفية، بفضل دينامية المجتمع المدني بهذا المجال الجغرافي، الذي كان محروما لسنوات طويلة من الانفتاح على العالم الخارجي، والاكتفاء بمهام الفلاحة ورعي الماشية. وفي هذا الإطار، نظمت، على سبيل المثال لا الحصر، جمعية الانطلاقة للتنمية المستدامة بجماعة تغدوين بإقليمالحوز، بشراكة مع جمعية مستقبلنا للتربية على المواطنة، وبتنسيق مع مجموعة من الجمعيات بالجماعة، مخيما صيفيا بمنطقة الهرهورة لفائدة 40 طفلا وطفلة من مختلف الجماعات القروية المذكورة.