عرفت فعاليات مؤتمر "طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية"، المنعقد في "مابوتو"، مناوشات بين الوفدين المغربي والموزمبيقي بسبب محاولة الأخيرين، المستضيفين للموعد على أرضهم، فرض أعضاء من جبهة البوليساريو للمشاركة في المؤتمر الوزاري. وتعرض الوفد المغربي برئاسة ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، للاعتداء من لدن وفد الموزمبيق، إذ واجهوا المسؤول الحكومي المغربي بالدفع ومحاولة منعه من دخول قاعة الاجتماعات، بحسب ما أظهره شريط مصور حصلت عليه هسبريس. وحسب تصريحات لأحد أعضاء الوفد المغربي المشارك في الموعد، فإن القوانين تنص على أن "اجتماعات المؤتمر مفتوحة فقط للدول الإفريقية المعترف بها من قبل اليابان؛ وهو ما يستثني البوليساريو من المشاركة في هذا النشاط". وأورد المصدر أن "الموزمبيق حاولت، خلال الاجتماع الوزاري الذي اتسم بعدد من المناوشات، أن تفرض وجود جبهة البوليساريو التي لم تتم دعوتها من قبل اليابانيين"، لافتا الانتباه إلى أنه "أمام هذا التواطؤ الفاضح للبلد، وانتهاكه الصارخ لجميع الالتزامات التي تم التعهد بها مع اليابان، فإن أعضاء الوفد المغربي حاولوا المساعدة حتى لا تدخل سوى الوفود المدعوة، وأيضا من يتوفرون على الاعتماد اللازم لولوج قاعة الاجتماعات.. وبما أن أعضاء البوليساريو لا يتوفرون على أي اعتماد، وليسوا مدعوين، فجرى منعهم". ويضيف المصدر، غير راغب في كشف هويته، قائلا: "بعد عدة ساعات من النقاش، قررت السلطات الموزمبيقية، المعروفة بدعمها التاريخي لكل من الجزائر والبوليساريو، أن تتصرف من جانب واحد وأمرت أمنيين تابعين لها، بما في ذلك أفراد يرتدون الزي العسكري، بالاعتداء على أعضاء الوفدين المغربي والياباني؛ في تناقض تام مع القواعد والإجراءات التي تحكم المؤتمرات والاجتماعات متعددة الأطراف، ناهيك عن أنها حالت دون وصول أعضاء الوفد المغربي إلى قاعة الاجتماعات، على الرغم من حصولهم على الاعتماد اللازم". وفي المقابل، أدخل وزير الخارجية الموزمبيقي أعضاء من البوليساريو إلى قاعة الاجتماعات، ومنحهم مقاعد مخصصة بشكل أساس للوفد الموزمبيقي،في محاولة لتهريبهم إلى مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية، هو مبادرة أطلقتها اليابان عام 1993، بمشاركة مكتب المستشار الخاص لأفريقيا التابع للأمم المتحدة وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي. وزير الخارجية الياباني، كونو طارو، عبر عن موقف بلاده الرافض للاعتراف "بجمهورية البوليساريو"، معربا عن أسفه الشديد للأحداث التي ميزت الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري لمتابعة المؤتمر الدولي لطوكيو حول تنمية إفريقيا "طوكيو انترناشيونال كونفيرنس أون أفريكان ديفلوبمنت - تيكاد". كما أعرب المسؤول الياباني، خلال مباحثات أجراها اليوم الجمعة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، على هامش الاجتماع الوزاري نفسه بمابوتو، عن "أسفه الشديد بخصوص الأحداث والاضطراب الذي شهدته الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري لمتابعة تيكاد". وجدد التأكيد على "عدم اعتراف اليابان بما يعرف بالجمهورية الصحراوية""، مشددا على أن موقف اليابان بعدم دعوة هذا الكيان لحضور أشغال "مسلسل تيكاد" لم يتغير. كما أعرب المسؤول الياباني عن اندهاشه لأن سلطات الموزمبيق تحايلت على إجراءات الولوج من أجل إدخال أعضاء البوليساريو غير المدعوين، عبر باب جانبي، مع رفضها ولوج وفود تتوفر على شارات واعتماد كلي. وأضاف: "حتى أعضاء السفارة اليابانية تعرضوا للتعنيف". وبحسب المسؤول الياباني، فإن ذلك ي"مثل مشكلا أمنيا خطيرا"، وفي هذا الصدد احتجت اليابان بشدة لدى البلد المضيف عن هذا السلوك غير المقبول. من جهة أخرى، أوضح وزير الشؤون الخارجية الياباني أن بلاده ستعمل على تسوية هذا المشكل التنظيمي بصفة نهائية، وصرح في هذا السياق بقوله إن "المؤتمر الوزاري المقبل لتيكاد سينعقد باليابان، وأن مثل هذه الأحداث لن تتكرر أبدا".