على عكس ما راج على الأنترنيت بخصوص قضية الفتاة التي تعرضت للتحرش الجنسي ومحاولة الاغتصاب على متن حافلة للنقل الحضري بمدينة الدارالبيضاء، فالفتاة ليست معاقة ولم يسبق لها أن تعرضت للاغتصاب ولا سبق لها أن أنجبت، ولكن الأمر يتعلق بزينب ذات الأربع والعشرين ربيعا، المريضة نفسيا والقاطنة بأحد أحياء سلا. تروي زهرة، والدة زينب، تفاصيل الحكاية قائلة إن الأمر يعود إلى شهور خلت، مؤكدة أن ابنتها "تعرضت للتحرش الجنسي والاغتصاب أمام أنظار سائق الحافلة وبعض الركاب الذين انزووا في أحد الجوانب تاركين الفتاة تصارع مصيرها لوحدها دون أن يمد لها أحد يد الإنقاذ". وأضافت زهرة، في حديثها مع هسبريس، أن ابنتها تعاني من مرض نفسي منذ أن كان سنها 14 سنة، وهو المرض الذي تواجهه الأم لوحدها في ظل غياب الأب الذي توفي قبل سنوات، مفيدة بأن زينب "تعاني بين الفينة والأخرى من نوبات تجعلها تغادر البيت وتفر هاربة". واسترسلت الأم قائلة: "أقفل عليها البيت لكي لا تهرب، لكن ما إن تسنح لها الفرصة حتى تفر هاربة تاركة كل شيء خلفها، فأبحث عنها لأجدها ثم تكرر الفعلة من جديد فأجدها مجددا، لكن لم يسبق أن حدث معها شيء من قبيل ما تم تصويره؛ فقد كانت تلك أول مرة، وحين عودتها أخبرتنا بما وقع لكننا لم نصدقها". وأكدت الأم أن ابنتها غادرت البيت عقب انقضاء شهر رمضان لتعود إليه قبل حوالي عشرة أيام، وحين عودتها أخبرت إخوتها بأنها تعرضت للتحرش والاغتصاب بمدينة الدارالبيضاء، لكنهم لم يصدقوها إلى حين ظهور الشريط الذي راج عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف زهرة قائلة: "لا تزال رجلها تعاني من آثار الاعتداء الذي تعرضت له أمام أنظار سائق الحافلة وأيضا بعض الركاب الذين انزووا لكي لا يدافعوا عنها ويحموها مما تعرضت له، وهي الفتاة التي لا حول ولا قوة لها"، لتختم حديثها موجهة سيلا من الأدعية في حق الجناة، موكلة أمرها إلى ألله. وأشارت الأم إلى أن الفتاة لا تزال في الوقت الحالي لدى شرطة الدارالبيضاء التي تحقق معها، مفيدة بأنه سيتم عرضها على الطبيب الشرعي والطب النفسي، مطالبة بضرورة اتخاذ أقسى العقوبات في حق الجناة.