في الساعات الأولى من صبيحة اليوم الاثنين، انتشر شريط فيديو لمجموعة من المراهقين، كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يمزقون ملابس فتاة ويلمسون مناطق حساسة من جسدها، كما حاولوا اغتصابها داخل حافلة للنقل العمومي؛ الأمر الذي خلق صدمة وتذمرا كبيرين في المغرب. وتمكنت مصالح ولاية أمن الدارالبيضاء، حسب بلاغ لها، من توقيف ستة قاصرين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة، يشتبه في تورطهم في جريمة تتعلق بهتك عرض فتاة تعاني من خلل عقلي بالعنف، وتوثيق ذلك في شريط فيديو ونشره على شبكة الانترنيت. وفِي هذا الصدد، كشف مصدر قضائي لهسبريس أن إلقاء القبض على المشتبه فيهم جاء بعدما أمر الوكيل العام للملك بالمحكمة الابتدائية بالدارالبيضاء بفتح تحقيق في الفيديو الذي انتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، مباشرة بعد بثه في الساعات الأولى من صبيحة اليوم. المعطيات التي توفرت لهسبريس تشير إلى أن الواقعة قديمة وتعود إلى أشهر خلت، موردة أن تفاصيلها كشفها ضياع هاتف أحد المراهقين، وأن "شخصا وقع في يده الهاتف وعمد إلى نشر الفيديو الذي هز الرأي العام ودفع الوكيل العام للملك إلى فتح تحقيق في الواقعة". وخلافا لما جاء في بلاغ لشركة "نقل المدينة"، التي قالت إن الحادث الذي شهدته إحدى حافلاتها وقع يوم الجمعة 18 غشت، فإن ولاية الأمن قالت إن الأبحاث والتحريات المكثفة، مدعومة بالخبرات التقنية على شريط الفيديو الذي يعود تاريخ توثيقه إلى ثلاثة أشهر مضت، مكنت من تحديد هوية المشتبه فيهم ساعات قليلة بعد نشر مقطع الفيديو، ثم توقيفهم بمحل إقامتهم بمنطقة المعاكيز بالبرنوصي. مصدر قضائي قال لهسبريس إن هؤلاء المراهقين سيتابعون جنائيا، لكون الفتاة المعتدى عليها "من ذوي الاحتياجات الخاصة"، مضيفا أنه تم استدعاء والدها صبيحة اليوم من طرف الشرطة للاستماع إليه". المصدر ذاته كشف أن والد الفتاة، التي تعاني من خلل عقلي، مثل بالفعل صبيحة اليوم أمام الشرطة للإدلاء بأقواله في قضية ابنته المزدادة سنة 1993، وتقطن بالحي نفسه الذي يقيم فيه كل المشتبه فيهم، موردا أن المصالح الأمنية لم تتلق أية شكاية أو إشعار من قبل الضحية أو سائق الحافلة. ودافعت شركة نقل المدينة عن السائق الذي يتم البحث عنه من طرف المصالح الأمنية، وقالت ضمن بلاغها: "إنه لا يمكن الحكم على غياب تفاعل للسائق بناء على شريط مدته دقيقة"، في حين أوضح مصدر هسبريس أن البحث الذي فتحته الشرطة القضائية بأمر من وكيل الملك سيتم خلاله الاستماع لسائق الحافلة لكونه لم يبلغ عن الجناية التي وقعت في الحافلة التي كان يقودها. يذكر أن مصدرا أمنيا كشف لهسبريس أن إلقاء القبض على المراهقين الستة الذين ظهروا في الشريط جاء في الساعات الأولى من صبيحة اليوم الاثنين؛ وذلك في تفاعل لرجال الأمن مع الفيديو الذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يظهر اعتداء جنسيا على فتاة داخل حافلة للنقل العمومي؛ الأمر الذي خلف ردود فعل مدينة لهذا السلوك "الحيواني". وتداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صوراً لمرتكبي الفعل الإجرامي، مطالبين بفتح تحقيق قضائي في الحادث، ومستنكرين عدم قيام سائق الحافلة بأي رد فعل لوقف العمل "المشين".