خلق الفيديو الذي تظهر فيه فتاة تحاول التملص من أيدي مراهقين مزقوا ملابسها، ولمسوا مناطق حساسة من جسدها، وحاولوا اغتصابها داخل حافلة للنقل العمومي، صدمة وتذمرا كبيرين في صفوف رواد الموقع الاجتماعي. وتداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صوراً لمرتكبي الفعل الإجرامي، مطالبين بفتح تحقيق قضائي في الحادث، الذي يرجح أنه وقع داخل حافلة للنقل العمومي في الدارالبيضاء. ودعا نشطاء آخرون إلى مساءلة دفاتر تحملات شركة نقل المدينة واحترام السّائق للقانون المنصوص عليه في قواعد سياقة الحافلات العمومية، الذي ينص على ضمان الأمن داخل الحافلة وإخبار رؤسائه بكل حادث يهدد سلامة الراكبين والتدخل في الوضعيات المستعجلة بتقديم الإسعافات للراكبين. من جهتها، دخلت جمعية "ماتقيش ولادي لحماية الطفولة" على الخط، مطالبة بتدخل الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء لفتح تحقيق في النازلة واعتقال "المجرمين" ومحاكمتهم. كما دعت الهيئة ذاتها كل المجتمع المغربي إلى التحرك قصد مواجهة هذه السلوكات الهمجية، التي تتنامى يوما بعد يوم بشكل غريب. وأكدت نجية أديب، رئيسة "ماتقيش ولادي"، أنها باشرت الإجراءات القانونية من أجل وضع شكاية يوم غد الثلاثاء لدى الوكيل العام للملك في الموضوع، وطالبت بتنزيل أقصى العقوبات على مرتكبي هذا الفعل الإجرامي المتجسد في تمزيق ملابس الفتاة ومحاولة اغتصابها مع تصوير المشاهد الهمجية من لدن مراهقين. وأضافت الفاعلة الحقوقية المهتمة بقضايا الطفولة، في حديث لهسبريس، أنه "لا يُمكن السُكوت عن هذا الفعل الهمجي، كما أستغرب لرد الفعل السلبي للسائق وللمسافرين الذين تواجدوا هناك حين عملية محاولة الاغتصاب". وفي هذا السياق، أدانت نجية أديب السلوك السلبي للسائق وللمسافرين الذين لم يتدخلوا لإنقاذ الفتاة من مخالب هؤلاء المجرمين، لم يتم توجيه الحافلة من لدن السائق نحو أقرب مخفر للشرطة. ودعت الجمعية الحقوقية الأسر المغربية والمدرسة وتنظيمات المجتمع المدني والدولة بكل أطيافها إلى تحمل المسؤولية، قصد محاربة هذه الظواهر التي تهدم كل القيم المجتمعية.