انتزعت جميلات المغرب معظم ألقاب "ملكات الجمال" وصنفن ب"أجمل النساء العربيات".. في مقابل ذلك، اختارت معظمهن هذا الطريق نحو الشهرة، وإن كانت "مزيفة"، ليفتح أمامهن الباب لدخول عالم الفن بسلاسة. قنطرة للشهرة استطاعت فاتي جمالي كغيرها من المتوجات بألقاب الملكات انتزاع حب الجمهور في زمن قياسي من خلال بوابة "ملكة جمال العرب"، وساهمت موهبتها في اقتحام عالم الفن السابع والتنشيط، وأعادت إليها الأضواء من خلال مشاركتها في برنامج "رامز يلعب بالنار"، والمسلسل المغربي "حياتي". وعلى الرغم من الشهرة التي أضحت تحظى بها جمالي بعد ظفرها باللقب، اعتبرت أن هذا النوع من المسابقات مجرد "ألقاب لا قيمة لها"، وأضافت: "ألقاب الجمال أصبحت كثيرة ولم تعد لها قيمة..على الملكة أن تستثمر اللقب في المجال الذي تحب أن تشتغل فيه، ودون ذلك لا قيمة له". وأبرزت ملكة جمال العرب السابقة أن نيل اللقب ساعدها على اقتحام العالم الذي كانت تحلم به، وعلقت على ذلك: "أنا أعشق التمثيل، وأثبتت نفسي في الساحة الفنية في فترة وجيزة بشهادة المخرجين". حسناء فرح هي الأخرى اختارت مسابقة ملكة جمال السمراوات قنطرة للشهرة على مستوى الوطن العربي، من أجل تحقيق حلم طفولتها في ولوج عالم الفن. بعد نيلها لقب ملكة السمراوات، دشنت حسناء مسيرتها الفنية بفن "الرّاي"، بتريّو جمعها بمغني الرّاي نوران، ومغني الرّاب القيصر، بعنوان "المريول والدونجي". واعتبرت حسناء أن مشاركتها في مسابقة ملكة جمال السمراوات العرب كانت وراء تحقيقها شهرة في الوطن العربي، وزادت: "النجاح في المجال الفني مرتبط بالموهبة وحب الجمهور، والشهرة التي حققتها في البرنامج اخترت أن أستغلها في إظهار موهبتي". وكشفت الفنانة المغربية أنها بعد تتويجها تلقت عروضا في مجال التمثيل، لكنها تخلت عنها من أجل الغناء، وأضافت: "رفضت تلك العروض لأثبت وجودي في مجال الغناء، ومباشرة التمارين قبل الدخول إلى الأستوديو، تمهيدا لتسجيل أغنيتي الأولى". حرب داخلية في مقابل ذلك، تعتبر فوزية الحرشاوي، المتوجة بلقب "ملكة حب الملوك" لسنة 2015، أن "الشهرة التي تمنحها مسابقات ملكات الجمال "مزيفة ولحظية"، تنتهي بمجرد تتويج ملكة أخرى، واسترسلت: "بعض المتوجات ليست لديهن المناعة لمقاومة تراجع نسب الشهرة، وبالتالي قد يؤثر ذلك على نفسيتهن". وعلى الرغم من حرصها على تطوير شيخ المهرجانات في المغرب، تقول الحرشاوي: "هناك حسابات داخلية يتداخل فيها السياسي بالإداري، قد تؤدي إلى المساس بشخصك وعائلتك، من أجل تصفية حسابات سياسية، في حين أن الهدف هو لمّ شمل الملكات وتقديم يد المساعدة لهن من أجل تحقيق المشاريع الإنسانية التي يتقدمن بها". وتبرز الحرشاوي أن "جل المشاريع الإنسانية والاجتماعية التي تتقدم بها المترشحات من أجل خدمة الوطن لم تجد طريقها نحو الوجود، وتظل مجرد حبر على ورق، لأنه يستحيل أن تقوم الملكة المتوجة بتنفيذ مشاريعها دون دعم الجهات المنظمة"، مشيرة إلى أن المشروع الذي طرحته بعد تتويجها المتعلق بتأسيس جمعية تضم الملكات من أجل تسهيل عملهن لم يتحقق إلى اليوم بسبب بعض الصراعات الضيقة. استثمار في الجمال أما وليم عماد الدين، مدير مسابقة "ستار بلادي"، فيؤكد في تصريح لهسبريس أن هذا النوع من المسابقات يفتح الباب أمام المرشحات للقيام بمشاريع اجتماعية واقتحام سوق الشغل، من خلال الاشتغال في إعلانات خاصة بشركات التجميل أو السيارات. وأوضح وليم أن العقد الذي يجمع بين المتوجات والمؤسسة يتضمن بنودا تنص على استفادة الأخيرة من نسبة مئوية من أرباح العمل، والتي يتم استثمارها في تطوير المسابقة واستفادة متسابقات أخريات من خدماتها، مبرزا في السياق ذاته أن العقود تتم بالتراضي بين الطرفين، وتتراوح بين سنة وأربع سنوات. وفي تعليقه على استغلال بعض المرشحات الفوز باللقب من أجل "الشهرة"، يقول: "لا يمكن أن نسمح باستغلال المسابقة من أجل ذلك، لذلك أسست الإدارة أكاديمية تضع فيها المتباريات تحت المجهر من أجل تحليل سلوكهن وأهداف مشاركتهن". وأبرز المتحدث ذاته أن هذا النوع من المسابقات يمنح المشاركات شهرة كبيرة من خلال تسليط الأضواء عليهن في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وزاد: "الإعلام سلاح ذو حدين، إما أن يبخس من قيمة المتوجة وعملها الاجتماعي والإنساني، أم يسلط عليها الأضواء ويجعلن منها نجمة".