للذكرى والذاكرة تحل قريبا (19 غشت 2011) الذكرى 22 لاستشهاد المناضل عبد الحق شباضة، وبالمناسبة أعيد نشر شهادة معبرة لأمنا رقية، أمنا جميعا، أم الشهيد عبد الحق. وإذ يسقط اليوم الشهيد تلو الشهيد، فقد سبق أن سقط الشهيد تلو الشهيد. ما أشبه اليوم بالأمس، وتكريم شهداء اليوم هو تكريم لشهداء الأمس. فهل تربط حركة 20 فبراير الماضي بالحاضر لبناء المستقبل؟ هل تكرم شهداء الأمس كما شهداء اليوم؟ إنها مسؤولية الجميع بالأمس واليوم وغدا... الشهيد عبد الحق شباضة شهادة لأم الشهيد عبد الحق شباضة، أمنا رقية السلام عليكم ما كنت أعرف هذه البلاد. ما كنت أعرف أين أذهب من غير العمل والمنزل. كل شيء تغير، حياتي كلها تغيرت منذ اليوم الذي اعتقل فيه ابني عبد الحق. كان يوم عيد المولد. جاء البوليس الى المنزل. وعندما خرج البوليس دخل ابني مع رفاقه وتناولوا الغذاء. أخبرت ابني عبد الحق بأن البوليس زارنا في المنزل. لبس حذاءه هو ورفاقه وخرجوا. بعدها مباشرة عاد البوليس ثانية. سألوني هل كان ابنك هنا؟ قلت: منذ مدة لم أره. جاء عمه، وقال لي التقيت عبد الحق بالمدينة يوم الجمعة والسبت. أسبوعا بعد ذلك، أتوا به الى المنزل مكبل اليدين. سألني البوليس عن قرابتي به: قلت إنه ابني عبد الحق. قال لي البوليس لقد وجدناه يستعد للهجرة السرية نحو فرنسا. بقيت أنظر اليه وقلت له: كيف يحصل هذا يا ولدي. لقد ضحيت من أجلك لكي تتعلم وإذا بهم يجيئوا بك لي مكبل اليدين. قال لي البوليس بماذا سنعرف أنه ابنك؟ أعطينا بطاقتك الوطنية. قلت: هناك بطاقة هوية والده، وتوجد الحالة المدنية كذلك. منعني أحد البوليس من الدخول الى غرفة أخرى، لكن بوليسيا آخر سمح لي بالدخول الى الغرفة. بعدها أخذوه وقالوا لي يمكنك أن تأتي عندنا، واسألي عن العميد الإدريسي وستدخلين. ذهبت أنا وابنتي، لكنهم قالوا لي: لقد ألقوا القبض عليه في يوم الأحد على الساعة 4 صباحا ونقلوه الى الرباط. كنا نأتي مع العائلات والأمهات ويطردوننا، حكم عليه بسنة سجنا. ضحك ابني عبد الحق وقال: هذه مجرد مسرحية أنا محكوم منذ مدة. وبعد ذلك دخل في إضراب لا محدود عن الطعام هو ورفاقه ونقل الى المستشفى. قال لي أمي إذا وجدتني توفيت في هذا المستشفى كسريه. عندما ذهبت لرأيته في المستشفى مع العائلات، رفض الكومندار وقال لي أنت ليس لديك تصريح ولن أعطيه لك. جئت مع العائلات ودخلت فرأيت ابني يوم الجمعة. ويوم السبت مات ولدي. أخوه اتصل بي هاتفيا من فرنسا وقال لي ربما أن ابنك مات. طرق بابنا البوليس وقال لي: ابنك مات. قلت: لقد قتلتموه. ركبت الحافلة للرباط وأغمي علي. اتصلنا بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي ساندتني كما ساندتني العائلات والأمهات. بصراحة إن ما عشناه نحن العائلات لا يتصور، لو عرفت من قتل ابني لقتلته هو وعائلته ولكن هيهات... أنا لن أنسى ولدي وكل الناس الذين ضاعوا لا يمكن نسيانهم. إن الجرح عميق. أخذوا مني جواز السفر، ومنعوا ابني من العمل وولدي الآخر منعوه من الدراسة، وشكرا واسمحوا لي. المرجع: الأنشطة العمومية للاستماع لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المنظمة من 12 فبراير الى 02 يوليوز 2005 تحت شعار: شهادات بدون قيود من أجل الحقيقة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الطبعة الأولى 2006