لبس فضاء المكتبة الوطنية بالرباط، رداء هنديا في حفل موسيقي أحياه العازف أغنى فيرما، احتفاء بمرور ستين سنة من العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وجمهورية الهند، ومرور 71 عاماً من استقلال الهند. بتقاسيم ومعزوفات تنهل من عمق ثقافة شبه الجزيرة الهندية، رحَل العازف فيرما بالجمهور الحاضر، ليل أمس الثلاثاء، إلى عوالم الموسيقى التراثية بمزيج نادر، مصحوبا بعازفين على الطبلة والقيتار، ليحرك بذلك أحاسيس الحاضرين. نجم الاحتفالية بالعلاقات الهندية المغربية أمتع الجمهور بنغمات غنية بالتراكيب الإيقاعية السريعة، مزاوجا بين البراعة والشعور العميق، ثم حط بعدها الرحال في القارة السمراء بمعزوفات تنهل من الموسيقى الإفريقية. وأعربت كايا باهشتاري، سفيرة الجمهورية الهندية في الرباط، عن سعادتها باكتمال ستين سنة من العلاقات الأخوية بين المغرب وبلادها، مثمنة الالتئام في حفل يجمع المغاربة بالجالية الهندية لتخليد ذلك. المسؤولة الدبلوماسية نفسها، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أضافت: "أدعو المغاربة إلى زيارة الهند للتعرف على ثقافتها الغنية، كما أدعو الشعب الهندي إلى زيارة المغرب والتعرف على تراثه المفعم بالثراء". وفي تعليقه على العلاقات بين البلدين قال لحسن الداودي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة، إن "تعاون المغرب والهند تاريخي، ولعبت دوراً كبيراً على الصعيدين الدولي والتجاري"، لافتا الانتباه إلى أن الهند تُعد أكبر مستورد للفوسفاط المغربي. وأضاف المسؤول الحكومي المغربي، ضمن التصريح نفسه، أن "جمهورية الهند أصبحت دولة قوية جدا، والعلاقات التي تجمع بين البلدين متينة ويجب توطيدها أكثر"، مشيراً إلى انعكاس ذلك بشكل جعل عدد الطلبة المغاربة الموجودين في الهند يرتفع. جدير بالذكر أن هذه الاحتفالية شهدت أيضا، وفق البرمجة التي وضعتها السفارة الهندية ووزارة الاتصال والثقافة المغربية، تقديم وصلات فنية من لدن الجمعية الوطنية للصداقة المغربية الآسيوية، وأخرى لجمعية الصداقة المغربية الهندية والفنانة الإسبانية بيلي غاندارا.