أقرت الحكومة الهولندية بتعمدها إخفاء معلومات عن البرلمان؛ وذلك في تقرير سابق قدمته مطلع غشت الجاري حول فضيحة "البيض الملوث". وفي تقرير إضافي، الثاني حول الفضيحة، أقرّت الحكومة بمعرفتها بالتلوث المرصود، منذ نونبر 2016، خلافًا لما أوردته في التقرير الأول. ووفقاً للتقرير الجديد، الذي قدمه كل من وزير الصحة إديث شيبرز، ومستشار الدولة بوزارة الاقتصاد مارتين فان دام، فإن شخصًا مجهول الهوية أبلغ سلطة أمن الغذاء، في نونبر الماضي، بمعلومة استخدام المبيد الحشري "فبرونيل" بمزارع الدجاج في الأراضي المنخفضة، وأن "عدم إطلاع البرلمان على هذه المعلومة، في التقرير الأول، كان متعمداً". وأشارت الوثيقة نفسها إلى أن عدم ذكر البلاغ المذكور في التقرير الأول جاء ك"تدبير احترازي لعدم صدور نتيجة التحقيق في الموضوع حينها"، وفق تبرير الحكومة الهولندية. وبيّن المستند الحديث أن "بلاغ الشخص مجهول الهوية تم تجاهله، في تلك الفترة، بسبب عدم وجود معلومات تفيد بتأثر البيض من تطهير المداجن بالمبيد الحشري"، وأن "المؤسسات البحثية نادمة على ذلك". وقبل أيام، قالت هيئة الأمن الغذائي في هولندا إنه "تم اكتشاف المبيد الحشري في البيض القادم من نحو 30 مزرعة دواجن في البلاد، على مدار الأسابيع القليلة الماضية". من جهة أخرى، أعلنت هيئة الإحصاء الفيدرالية الألمانية أن البلاد استوردت 5 مليارات بيضة من هولندا على مدار عام 2016، و225 مليون بيضة من بلجيكا، وقد عُثر على آثار للمبيد ذاته فيها. وخلال الأسبوع الماضي، أعلن وزير الغذاء والزراعة الألماني، كريستيان شميت، العثور على المبيد الحشري، المحظور استخدامه في مزارع الحيوانات، في البيض المنتج بعدد من المزارع الألمانية. وأوقفت المحلاّت التجارية الكبرى في ألمانيا بيع البيض القادم من هولندا والمرتبط بمزارع ألمانية مشكوك في استخدامها "فبرونيل"، وطلبت من زبنائها الذين اشتروا تلك الأنواع إرجاعها. وتقول تقارير إعلامية إن شركة بلجيكية خلطت "الفبرونيل" مع منتج للتنظيف، واستخدمت شركة أخرى، تعمل في العناية بمزارع الدجاج، منتج التنظيف هذا في المزارع، ما أدى إلى تلوث البيض بالمبيد. ومبيد "فبرونيل" محظور استخدامه في مزارع الحيوانات والدواجن؛ إذ من الممكن أن يتسبب تناول البشر أغذية بها نسبا مرتفعة منه في إلحاق أضرار بالكبد والغدة الدرقية والكلي.