تناولت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء في منطقة شرق أوروبا عدة قضايا، أبرزها المنافسة الأمريكية الروسية على سوق الطاقة بأوروبا، والدعوة بروسيا إلى تحرير صادرات البلاد من الغاز، وجهود تركيا في مكافحة الإرهاب، والخسائر الناجمة عن سوء الأحوال الجوية بالنمسا . ففي بولونيا، كتبت صحيفة "بانكيير"، المختصة في المجال الاقتصادي ، أن المنافسة بين الولاياتالمتحدةوروسيا حول سوق الطاقة الأوروبية برزت بشكل جلي خلال الزيارة التي قام بها زعيم البيت الأبيض دونالد ترامب بولونيا وفتح المجال لتعاون ثنائي في مجال نقل وانتاج الغاز ،وهو "مؤشر اقتصادي مهم لتوفير حاجيات دول القارة العجوز من مادة الغاز الحيوية ،التي يرتفع عليها الإقبال خلال فصلي الخريف والشتاء بالخصوص " . واعتبرت الصحيفة أن "تواجد موردين ضخمين للغاز في العالم بالسوق الأوروبية فيه مصلحة أكيدة للدول الأوروبية ،من حيث ضمان امدادات الغاز ومن حيث القيمة المالية للمادة الطاقية ،كما أن هذا المعطى سيساهم في تخفيف عبء الارتباط بمصدر واحد وما يكتنف ذلك من مشاكل تتجاوز في أحيان كثيرة البعد الاقتصادي الى البعد السياسي ". وفي نفس السياق، كتبت صحيفة "أونيط بيزنيس" أن انفتاح السوق الأوروبية على مصدرين أساسيين للطاقة في العالم ،من حجم روسياوالولاياتالمتحدة ،"سيثير المنافسة المحمودة من الناحية الاقتصادية ،وهو ما ستستفيد منه الدول الأوروبية ،خاصة في فترات ارتفاع الطلب على مادة الغاز والمحروقات بشكل عام ، كما يضمن عدم تأثير موضوع الغاز على النقاش السياسي الذي يربط بين روسيا والاتحاد الأوروبي ،والذي غالبا ما يتحول الى وسيلة ضغط لا تكون في صالح دول المنتظم الأوروبي ". واضافت أن "لا أحد ينكر أهمية الغاز الروسي في السوق الأوروبية وتوازن الامدادات في ظل توترات سياسية وعسكرية تعرفها بعض المناطق المصدرة للغاز من خارج أوروبا ،إلا أن دخول الولاياتالمتحدة على خط المنافسة يمنح الدول الأوروبية هامش اختيار الشركاء ومناقشة الأثمنة والفصل بين السياسي والاقتصادي في موضوع الطاقة" . ومن جانبها ،رأت صحيفة "فينانس" أن "الوقت قد حان لتصحح أوروبا ارتباطها الوثيق جدا بمصدر طاقي واحد ،إذا تم الحديث عن دول شرق ووسط أوروبا ،ولن يتأتى ذلك إلا باستقطاب شركاء آخرين موثوقين ولهم نفس الحجم الاقتصادي والسياسي للشركاء التقليديين" . وأبرزت أن التحولات الاقتصادية والسياسية الحالية في العالم "تجبر أوروبا على تنويع مصادر الطاقة وضمان توازن استيرادها للمواد الطاقية واستقلالية القرار الاقتصادي ،ولن يكون ذلك ممكنا إلا بتوقيع اتفاقيات جديدة سواء مع الولاياتالمتحدة أو مع دول استكندنافية". وفي روسيا، أفادت صحيفة (فيدومستي) أن اللجنة الوزارية المشتركة للشئون الاقتصادية والاجتماعية التابعة لمجلس الأمن الروسي، أوصت الحكومة بدعم قرارها تحرير صادرات البلاد من الغاز، الأمر الذي يعني انتهاء احتكار تصدير الغاز الروسي من قبل شركة غازبروم العملاقة للطاقة.. وأضافت الصحيفة أن اللجنة طلبت من الحكومة تحديد أولويات سياساتها لتطوير صناعة الغاز الطبيعي المسال، وتنسيق استراتيجية لتسليم الغاز إلى الأسواق المستهدفة، وتحسين ظروف تحرير صادرات الغاز، مع الوضع في الاعتبار المخاطر الحالية التي يواجهها الأمن الاقتصادي الروسي، وما يتطلبه الأمر من هيكلة قطاع الطاقة الروسي في العالم المتغير اليوم. وأوضحت أن هذا الاجتماع جرى بحضور ممثليين رسميين لمختلف الوزارات والهيئات الحكومية، بالإضافة إلي ممثلين عن عمال شركات الطاقة الروسية "روزنيفت" و"نوفاتيك"، فيما غاب عنه ممثلو شركة "غازبروم". صحيفة (كراسنايا زفيزدا) تطرقت من جهتها إلى مؤتمر حظر الأسلحة النووية الذي انعقد مؤخرا بالأمم المتحدة وتم خلاله الاتفاق على صيغة دولية بشأن الحظر الشامل للاسلحة النووية. ورأت الصحيفة أن روسيا، بالرغم من أنها لم تشارك في الاجتماع المذكور، فإنها لم ترفض يوما ما الدخول في نقاش موضوعي بشأن ذلك وتؤيد مفهوم العالم الخالي من السلاح النووي. وذكرت الصحيفة نقلا عن عدد من الخبراء أنه "من الواضح جدا أن عملية نزع السلاح النووي يجب أن تجري على مراحل، وأن تكون شاملة وشفافة وتحت المراقبة، كما يتعين أخذ جميع العوامل التي يمكنها التأثير في مضمون الاتفاق المذكور بعين الاعتبار وعلى رأسها أن العديد من الدول لم توقع اتفاقا شاملا بشأن منع التجارب النووية، وأن الاتفاق استثنى أنواعا معينة من الأسلحة. وفي تركيا، جددت صحيفة (دايلي صباح) التأكيد على عزم أنقرة إطلاق "عمليات جديدة" مشابهة لتوغلها في شمال سورية في غشت 2016 على اعتبار أن "الوضع في سورية أكبر من مجرد حرب ضد منظمة إرهابية" (داعش) ، في تلميح إلى "تطلعات حزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، إلى الحكم الذاتي والاستقلال. وذكرت الصيحفة نقلا عن الرئيس أردوغان أن الجنود الأتراك "سيقومون مجددا بتحركات جديدة في المنطقة"، مشيرا إلى أن سكان مقاطعات شمال سورية دعوا أيضا أنقرة إلى تطهير المنطقة من حزب الاتحاد الديمقراطي. وفي موضوع آخر، ذكرت صحيفة (حريت دايلي نيوز) أن حوالي 100 ألف لاجئ سيعودون إلى سورية من تركيا بحلول متم السنة الجارية، وذلك وفقا لمشروع أطلق في إطار التعاون بين وزارة العائلة والسياسات الاجتماعية التركية، والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وأضافت أنه ،حتى الآن، عاد نحو 700 ألف سوري إلى مناطق شمال سورية التي تم تطهيرها من تنظيم داعش الإرهابي ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية، في إطار عملية درع الفرات التي أطلقها الجيش التركي بدعم من الجيش السوري الحر. وبحسب الصحيفة فإن 100 ألف لاجئ إضافي من المنتظر أن يعودوا إلى بلادهم، معتبرة ان هذا المشروع يهدف إلى تطبيع الحياة اليومية في مدينة الباب. وفي النمسا، توقفت يومية (دير ستاندار) عن الخسائر الكبيرة التي خلفها سوء أحوال الطقس خلال الأسبوع الماضي في مناطق سالسبورغ (غرب) وستيريا (جنوب) وكارينتي (جنوب شرق البلاد)، لاسيما على مستوى الشبكة الطرقية والكهربائية، بالإضافة إلى المنازل التي غمرتها المياه والأراضي الزراعية التي تضررت بشدة، مشيرا إلى أنه حتى صباح الاثنين، عانت 800 أسرة في كارينتي من انقطاع التيار الكهربائي. وبعد أن أشارت إلى أن الوضع بدأ يعود شيئا فشيئا إلى طبيعته بفضل تدخل رجال الإطفاء والجنود والمتطوعين، ذكرت الصحيفة أن المستشار الفيدرالي، كريستيان كيرن (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) ووزير الشؤون الخارجية، سيباستيان كورز، زارا أمس الإثنين بعض البلدات المتضررة الاثنين بعض المناطق المتضررة، ولم يتمكنا من الوصول إلى أمان أخرى، وأعلنا عن منح مساعدة عاجلة من صندوق الكوارث تصل قيمتها إلى 400 مليون أورو ستخصص للسكان المتضررين وإصلاح البنية التحتية. من جهتها، أوردت صحيفة (سالسبورغر ناشريشتن) أن الرئيس التركي ، رجب طيب أردوغان، اتهم أمس الإثنين ألمانيا بدعم الإرهابيين، مشيرا إلى أنه أرسل للسلطات الألمانية 4500 ملف حول الأشخاص المشتبه بهم لكنه لم يتلق أي جواب. وسجلت الصحيفة أن العلاقات بين أنقرة وبرلين، المتأزمة أصلا، تجتاز مرحلة عصيبة منذ اعتقال في أوائل يوليوز الماضي بالقرب من اسطنبول ستة من نشطاء حقوق الإنسان، ضمنهم مواطن ألماني.