"حياتي كلها، منذ الصغر وحتى قبل الشهادة الابتدائية، كانت فيها اهتمامات سياسية، وعانيت كثيرا من محن الاعتقال والابتلاء وغيرها؛ لكن المحنة الأخيرة (الإعفاء من مهام رئاسة الحكومة) مختلفة تماما عن سابقاتها، وكانت ستقضي علي نهائيا".. هكذا اختار عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، أن يفضفض أمام شباب حزبه، خلال اليوم الثاني من فعاليات الملتقى الوطني الثالث عشر للمنظمة الشبابية لحزب "المصباح". وقال بنكيران: "أتحدث معكم بصدق، فقد كنت سأذهب نهائيا، ليس لأني فقدت رئاسة الحكومة، والتي لم تؤثر في لأني كنت مرتاحا، وقلت: الله يجعل البركة"، مرجعا ذلك إلى "أشياء أخرى دخلت في هذه المرحلة ما أدى إلى انهيار بنكيران، حيث حضرت اجتماع اختيار الوزراء مرغما، وعندما ذهبت للعمرة فكرت في الاستقالة من هناك". بنكيران، وهو يكشف تفاصيل أصعب فتراته السياسية، اعتبر أنه "بعد ذلك حاولت إيجاد أمور محفزة، وكانت الحالة النفسية تتحسن إلى أن وصلت إلى ما أنا عليه"، مضيفا في نوع من السخرية: "بعد الشْطِيحْ أمس في أول لقاء جماهيري بعد 7 أكتوبر، (افتتاح ملتقى شبيبة العدالة والتنمية)، اعلموا أن القضية شْدَّاتْ؛ لكن كنت أظن أني انتهيت إلى أن شعرت بالروح من جديد". الأمين العام لحزب المصباح، والذي تطالب العديد من الأصوات من داخل تنظميه بالتجديد له لولاية ثالثة، خاطب شبيبة حزبه قائلا: "الله تعالى يحيي الموتى، ولقاؤكم كان سببا لأعود إلى بعض الحماس، والحياة والسياسية وأقول لكم: شكرا"، معتبرا أنه حريص على بقاء الحزب في الساحة السياسية وكذلك أجواء الديمقراطية في الحزب. وفي الوقت الذي رفض فيه بنكيران الدخول في تفاصيل ما بعد إعفائه، أكد أن الهدف هو التوجه بالمسار الديمقراطي للبلد، واعتبر أن المشاركة في الحكومة يعد تضحية من حزب العدالة والتنمية، مضيفا أننا "قمنا بدورنا السياسي التاريخي، وهو المساهمة في استقرار المغرب في مواجهة الأخطار"، ليسجل "أن مساهمة حزبه كانت عندما كانت 50 مدينة مغربية تغلي، ومستعد للمساهمة كذلك لتجاوز هذه المرحلة التي اعتبرها "ابتلاء". "هذه القضية (الإعفاء) كانت مكلفة على الحزب وعلى المواطنين، وصبرنا وتحملنا"، يقول بنكيران الذي خاطب الملك محمد السادس بالقول، "إذا كان في الحزب غرام واحد من الخيانة، أطالب الملك بأن يحل الحزب، وإذا وجد أن جهة أجنبية تمول الحزب أدعو إلى حله"، مضيفا أنه "إذا وجد الملك أن فينا مسؤولا عن تأخير المشاريع في الحسيمة من أجل عقاب المواطنين عليه حل هذا الحزب". من جهة ثانية، أكد الأمين العام لحزب المصباح أن "الملك ليس إلها، ويمكنه أن يصيب وأن يخطئ، ويمكن انتقاده بالأدب اللازم، وهي وصية الحسن الثاني لكون الملك هو رئيس البلاد؛ لكنه في المقابل هو رمز البلاد، لكن هذا يسري عليه وحده فقط"، مضيفا: "أن يكون الواحد مستشارا للملك أو وزيرا أو عنده بُوطَاغَاز، فنحن لسنا في سوق الغْزْلْ"، بتعبيره. وأضاف بنكيران، في هذا الصدد: "إذا كان المطلوب أن نغادر ويأتي صنف آخر من السياسيين أحسن منا ما عندنا مشكل، إذا كان في مصلحة الوطن"، مستدركا "لكننا ما غدي "نطلقو" لأننا نعرف أن الذين يمكنهم تسيير المغرب هم سياسيون صادقون ونحن ندعي أننا منهم".